responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 163

و قال أبو الدرداء[1]،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم«لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و لهانت عليكم الدّنيا و لآثرتم الآخرة »ثم قال أبو الدرداء من قبل نفسه،لو تعلمون ما أعلم،لخرجتم إلى الصعدات تجأرون و تبكون على أنفسكم، و لتركتم أموالكم لا حارس لها،و لا راجع إليها إلا ما لا بد لكم منه،و لكن يغيب عن قلوبكم ذكر الآخرة،و حضرها الأمل،فصارت الدنيا أملك بأعمالكم،و صرتم كالذين لا يعلمون فبعضكم شر من البهائم التي لا تدع هواها مخافة مما في عاقبته .ما لكم لا تحابون و لا تناصحون و أنتم إخوان على دين اللّه،ما فرق بين أهوائكم إلا خبث سرائركم،و لو اجتمعتم على البر لتحاببتم.ما لكم تناصحون في أمر الدنيا و لا تناصحون في أمر الآخرة،و لا يملك أحدكم النصيحة لمن يحبه و يعينه على أمر آخرته ما هذا إلا من قلة الإيمان في قلوبكم.لو كنتم توقنون بخير الآخرة و شرها كما توقنون بالدنيا،لآثرتم طلب الآخرة،لأنها أملك لأموركم.فإن قلتم حب العاجلة غالب.فإنا نراكم تدعون العاجلة من الدنيا للآجل منها.تكدون أنفسكم بالمشقة و الاحتراف،في طلب أمر لعلكم لا تدركونه،فبئس القوم أنتم،ما حققتم إيمانكم بما يعرف به الإيمان البالغ فيكم.فإن كنتم في شك مما جاء به محمد صلى اللّه عليه و سلم،فأتونا لنبين لكم،و لنريكم من النور ما تطمئن إليه قلوبكم.و اللّه ما أنتم بالمنقوصة عقولكم فنعذركم.

إنكم تستبينون صواب الرأي في دنياكم،و تأخذون بالحزم في أموركم،ما لكم تفرحون باليسير من الدنيا تصيبونه،و تحزنون على اليسير منها يفوتكم،حتى يتبين ذلك في وجوهكم و يظهر على ألسنتكم،و تسمونها المصائب،و تقيمون فيها المآتم،و عامتكم قد تركوا كثيرا من دينهم،ثم لا يتبين ذلك في وجوهكم،و لا يتغير حالكم.إنى لأرى اللّه قد تبرأ منكم يلقى بعضكم بعضا بالسرور،و كلكم يكره أن يستقبل صاحبه بما يكره،مخافة أن يستقبله صاحبه بمثله.فاصطحبتم على الغل ،و نبتت مراعيكم على الدمن،و تصافيتم على رفض الأجل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست