responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 164

و لوددت أن اللّه تعالى أراحنى منكم،و الحقنى بمن أحب رؤيته،و لو كان حيا لم يصابركم.

فإن كان فيكم خير فقد أسمعتكم،و إن تطلبوا ما عند اللّه تجدوه يسيرا،و باللّه أستعين على نفسى و عليكم .و قال عيسى عليه السلام،يا معشر الحواريين،ارضوا بدنيء الدنيا مع سلامة الدين،كما رضى أهل الدنيا بدنيء الدين مع سلامة الدنيا .و في معناه قيل
أرى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا و ما أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
و قال عيسى عليه السلام،يا طالب الدنيا لتبر،تركك الدنيا أبر.و قال نبينا صلى اللّه عليه و سلم[1]«لتأتينّكم بعدي دنيا تأكل إيمانكم كما تأكل النّار الحطب»و أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السلام،يا موسى لا تركنن إلى حب الدنيا،فلن تأتيني بكبيرة هي أشد منها.و مر موسى عليه السلام برجل و هو يبكى،و رجع و هو يبكى.فقال موسى يا رب عبدك يبكى من مخافتك.فقال يا ابن عمران.لو سال دماغه مع دموع عينه،و رفع يديه حتى يسقطا،لم أغفر له و هو يحب الدنيا

الآثار:

قال على رضى اللّه عنه،من جمع فيه ست خصال،لم يدع للجنة مطلبا.و لا عن النار مهربا،أولها من عرف اللّه فأطاعه،و عرف الشيطان فعصاه،و عرف الحق فاتبعه،و عرف الباطل فاتقاه،و عرف الدنيا فرفضها،و عرف الآخرة فطلبها.و قال الحسن رحم اللّه أقواما كانت الدنيا عندهم وديعة،فأدوها إلى من ائتمنهم عليها،ثم راحوا خفافا.و قال أيضا رحمه اللّه،من نافسك في دينك فنافسه،و من نافسك في دنياك فألقها في نحره و قال لقمان عليه السلام لابنه يا بني،إن الدنيا بحر عميق،و قد غرق فيه ناس كثير،فلتكن سفينتك فيها تقوى اللّه عز و جل،و حشوها الإيمان باللّه تعالى،و شراعها التوكل على اللّه عز و جل،لعلك تنجو و ما أراك ناجيا .و قال الفضيل،طالت فكرتى في هذه الآية إِنّٰا جَعَلْنٰا مٰا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهٰا لِنَبْلُوَهُم ْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً، وَ إِنّٰا لَجٰاعِلُونَ مٰا عَلَيْهٰا صَعِيداً جُرُزاً [1]و قال بعض الحكماء،إنك لن تصبح في شيء من الدنيا،إلا و قد كان


[1] الكهف:7،8

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست