responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 162

كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم»و قال أبو سعيد الخدري،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج اللّه لكم من بركات الأرض» فقيل ما بركات الأرض؟قال«زهرة الدّنيا»و قال صلى اللّه عليه و سلم[2]«لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدّنيا »فنهى عن ذكرها،فضلا عن إصابة عينها و قال عمار بن سعيد :مر عيسى عليه السلام بقرية،فإذا أهلها موتى في الأفنية و الطرق فقال يا معشر الحواريين،إن هؤلاء ماتوا عن سخطة،و لو ماتوا عن غير ذلك لتدافنوا.

فقالوا يا روح اللّه،وددنا أن لو علمنا خبرهم.فسأل اللّه تعالى،فأوحى إليه،إذا كان الليل فنادهم يجيبوك.فلما كان الليل،أشرف على نشز،ثم نادى يا أهل القرية،فأجابه مجيب لبيك يا روح اللّه.فقال ما حالكم و ما قصتكم؟قال بتنا في عافية،و أصبحنا في الهاوية.قال و كيف ذاك؟قال بحبنا الدنيا،و طاعتنا أهل المعاصي.قال و كيف كان حبكم الدنيا؟قال حب الصبي لأمه إذا أقبلت فرحنا بها،و إذا أدبرت حزنا و بكينا عليها.قال فما بال أصحابك لم يجيبوني؟قال لأنهم ملجمون بلجم من نار،بأيدي ملائكة غلاظ شداد قال فكيف أجبتنى أنت من بينهم؟قال لأني كنت فيهم و لم أكن منهم،فلما نزل بهم العذاب أصابنى معهم،فأنا معلق على شفير جهنم،لا أدرى أنجو منها أم أكبكب فيها.فقال المسيح للحواريين، لأكل خبز الشعير بالملح الجريش،و لبس المسوح،و النوم على المزابل،كثير مع عافية الدنيا و الآخرة و قال أنس[3]:كانت ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العضباء لا تسبق .فجاء أعرابي بناقة له فسبقها،فشق ذلك على المسلمين،فقال صلى اللّه عليه و سلم«إنّه حقّ على اللّه أن لا يرفع شيئا من الدّنيا إلاّ وضعه»و قال عيسى عليه السلام،من الذي يبنى على موج البحر دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا.و قيل لعيسى عليه السلام علمنا علما واحدا يحبنا اللّه عليه.قال أبغضوا الدنيا يحبكم اللّه تعالى.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست