responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 150

التآلف و التحاب،و بذلك تستريح القلوب من ألم الحسد،و غم التباغض

فهذه هي أدوية الحسد ،و هي نافعة جدا

،إلا أنها ثمرة على القلوب جدا.و لكن النفع في الدواء المر،فمن لم يصبر على مرارة الدواء،لم ينل حلاوة الشفاء.و إنما تهون مرارة هذا الدواء،أعنى التواضع للأعداء،و التقرب إليهم بالمدح و الثناء،بقوة العلم بالمعاني التي ذكرناها،و قوة الرغبة في ثواب الرضا بقضاء اللّه تعالى،و حب ما أحبه،و عزة النفس و ترفعها عن أن يكون في العالم شيء على خلاف مرادها جهل.و عند ذلك يريد ما لا يكون،إذ لا مطمع في أن يكون ما يريد.و فوات المراد ذل و خسة،و لا طريق إلى الخلاص من هذا الذل إلا بأحد أمرين،إما بأن يكون ما تريد،أو بأن تريد ما يكون.و الأول ليس إليك و لا مدخل للتكلف و المجاهدة فيه.و أما الثاني فللمجاهدة فيه مدخل،و تحصيله بالرياضة ممكن،فيجب تحصيله على كل عاقل هذا هو الدواء الكلى.

فأما الدواء المفصل

،فهو تتبع أسباب الحسد،من الكبر و غيره،و عزة النفس،و شدة الحرص على ما لا يغنى.و سيأتي تفصيل مداواة هذه الأسباب في مواضعها إن شاء اللّه تعالى فإنها مواد هذا المرض،و لا ينقمع المرض إلا بقمع المادة.فإن لم تقمع المادة لم يحصل بما ذكرناه إلا تسكين و تطفئة،و لا يزال يعود مرة بعد أخرى،و يطول الجهد في تسكينه مع بقاء مواده.فإنه ما دام محبا للجاه،فلا بد و أن يحسد من استأثر بالجاه و المنزلة في قلوب الناس دونه،و يغمه ذلك لا محالة.و إنما غايته أن يهون الغم على نفسه،و لا يظهر بلسانه و يده،فأما الخلو عنه رأسا فلا يمكنه،و اللّه الموفق

بيان
القدر الواجب في نفى الحسد عن القلب

اعلم أن المؤذي ممقوت بالطبع،و من آذاك فلا يمكنك أن لا تبغضه غالبا.فإذا تيسرت له نعمة،فلا يمكنك أن لا تكرهها له،حتى يستوي عندك حسن حال عدوك و سوء حاله بل لا تزال تدرك في النفس بينهما تفرقة،و لا يزال الشيطان ينازعك إلى الحسد له.و لكن إن قوى ذلك فيك،حتى بعثك على إظهار الحسد بقول أو فعل،بحيث يعرف ذلك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست