responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 148

و قال أبو موسى،[1]قلت يا رسول اللّه،الرجل يحب المصلين و لا يصلى،و يحب الصوام و لا يصوم حتى عد أشياء.فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم«هو مع من أحبّ » و قال رجل لعمر بن عبد العزيز،إنه كان يقال إن استطعت أن تكون عالما فكن عالما فإن لم تستطع أن تكون عالما فكن متعلما،فإن لم تستطع أن تكون متعلما فأحبهم فإن لم تستطع فلا تبغضهم.فقال سبحان اللّه،لقد جعل اللّه لنا مخرجا فانظر الآن كيف حسدك إبليس،ففوت عليك ثواب الحب،ثم لم يقنع به حتى بغض إليك أخاك،و حملك على الكراهة،حتى أثمت.و كيف لا،و عساك تحاسد رجلا من أهل العلم،و تحب أن يخطئ في دين اللّه تعالى،و ينكشف خطؤه ليفتضح،و تحب أن يخرس لسانه حتى لا يتكلم،أو يمرض حتى لا يعلم و لا يتعلم،و أي إثم يزيد على ذلك!فليتك إذ فاتك اللحاق به،ثم اغتممت بسببه،سلمت من الإثم و عذاب الآخرة و قد جاء في الحديث[2]«أهل الجنّة ثلاثة المحسن و المحبّ له و الكافّ عنه»أي من يكف عنه الأذى،و الحسد،و البغض،و الكراهة .فانظر كيف أبعدك إبليس عن جميع المداخل الثلاثة،حتى لا تكون من أهل واحد منها البتة،فقد نفذ فيك حسد إبليس و ما نفذ حسدك في عدوك،بل على نفسك.

بل لو كوشفت بحالك في يقظة أو منام لرأيت نفسك أيها الحاسد في صورة من يرمى سهما إلى عدوه ليصيب مقتله ،فلا يصيبه،بل يرجع إلى حدقته اليمنى،فيقلعها،فيزيد غضبه،فيعود ثانية،فيرمى أشد من الأولى،فيرجع إلى عينه الأخرى،فيعميها، فيزداد غيظه،فيعود ثالثة،فيعود على رأسه فيشجه،و عدوه سالم في كل حال،و هو إليه راجع مرة بعد أخرى،و أعداؤه حوله يفرحون به،و يضحكون عليه.و هذا حال الحسود؛و سخرية الشيطان منه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست