responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 137

و إلى ميل الطبع إلى زوال النعمة عن أخيه،حتى ينزل هو إلى مساواته،إذ لم يقدر هو أن يرتقى إلى مساواته بإدراك النعمة،و ذلك لا رخصة فيه أصلا،بل هو حرام،سواء كان في مقاصد الدين،أو مقاصد الدنيا،و لكن يعفى عنه في ذلك ما لم يعمل به إن شاء اللّه تعالى و تكون كراهته لذلك من نفسه كفارة له .فهذه حقيقة الحسد و أحكامه،

و أما مراتبه فأربع

الأولى:أن يحب زوال النعمة عنه:و إن كان ذلك لا ينتقل إليه.و هذا غاية الخبث الثانية:أن يحب زوال النعمة إليه،لرغبته في تلك النعمة،مثل رغبته في دار حسنة، أو امرأة جميلة،أو ولاية نافذة ،أو سعة نالها غيره،و هو يحب أن تكون له،و مطلوبه تلك النعمة لا زوالها عنه،و مكروهه فقد النعمة لا تنعم غيره بها الثالثة:أن يشتهي عينها لنفسه،بل يشتهي مثلها.فإن عجز عن مثلها أحب زوالها كيلا يظهر التفاوت بينهما الرابعة.أن يشتهي لنفسه مثلها،فإن لم تحصل فلا يحب زوالها عنه.و هذا الأخير هو المعفو عنه إن كان في الدنيا.و المندوب إليه إن كان في الدين.و الثالثة فيها مذموم و غير مذموم.و الثانية أخف من الثالثة و الأولى مذموم محض.و تسمية الرتبة الثانية حسدا فيه تجوز و توسع،و لكنه مذموم لقوله تعالى وَ لاٰ تَتَمَنَّوْا مٰا فَضَّلَ اللّٰهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلىٰ بَعْضٍ [1]فتمنيه لمثل ذلك غير مذموم،و أما تمنيه عين ذلك فهو مذموم

بيان
أسباب الحسد و المنافسة

أما المنافسة

،فسببها حب ما فيه المنافسة.فإن كان ذلك أمرا دينيا،فسببه حب اللّه تعالى و حب طاعته.و إن كان دنيويا،فسببه حب مباحات الدنيا و التنعم فيها.

و إنما نظرنا الآن
في الحسد المذموم،و مداخله كثيرة جدا؛و لكن يحصر جملتها سبعة أبواب

،العداوة، و التعزز،و الكبر،و التعجب،و الخوف من فوت المقاصد المحبوبة،و حب الرئاسة، و خبث النفس و بخلها.فإنه إنما يكره النعمة على غيره،إما لأنه عدوه فلا يريد له الخير


[1] النساء:32

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست