responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 138

و هذا لا يختص بالأمثال،بل يحسد الخسيس الملك،بمعنى أنه يحب زوال نعمته،لكونه مبغضا له بسبب إساءته إليه أو إلى من يحبه.و إما أن يكون من حيث يعلم أنه يستكبر بالنعمة عليه،و هو لا يطيق احتمال كبره و تفاخره لعزة نفسه،و هو المراد بالتعزز و اما أن يكون في طبعه أن يتكبر على المحسود،و يمتنع ذلك عليه لنعمته.و هو المراد بالتكبر و إما أن تكون النعمة عظيمة،و المنصب عظيما،فيتعجب من فوز مثله بمثل تلك النعمة، و هو المراد بالتعجب.و إما أن يخاف من فوات مقاصده بسبب نعمته،بأن يتوصل بها إلى مزاحمته في أغراضه.و إما أن يكون يحب الرئاسة التي تنبنى على الاختصاص بنعمة لا يساوى فيها.و إما أن لا يكون بسبب من هذه الأسباب،بل لخبث النفس و شحها بالخير لعباد اللّه تعالى،و لا بد من شرح هذه الأسباب.

السبب الأول:العداوة و البغضاء.

و هذا أشد أسباب الحسد،فإن من آذاه شخص بسبب من الأسباب،و خالفه في غرض بوجه من الوجوه،أبغضه قلبه،و غضب عليه، و رسخ في نفسه الحقد .و الحقد يقتضي التشفي و الانتقام.فإن عجز المبغض عن أن يتشفى بنفسه،أحب أن يتشفى منه الزمان .و ربما يحيل ذلك على كرامة نفسه عند اللّه تعالى:فمهما أصابت عدوه بلية فرح بها،و ظنها مكافأة له من جهة اللّه على بغضه،و أنها لأجله.و مهما أصابته نعمة،ساءه ذلك؛لأنه ضد مراده.و ربما يخطر له أنه لا منزلة له عند اللّه،حيث لم ينتقم له من عدوه الذي آذاه،بل أنعم عليه.و بالجملة فالحسد يلزم البغض و العداوة و لا يفارقهما.و إنما غاية التقى أن لا يبغى،و أن يكره ذلك من نفسه.فأما أن يبغض إنسانا ثم يستوي عنده مسرته و مساءته،فهذا غير ممكن.و هذا مما وصف اللّه تعالى الكفار به أعنى الحسد بالعداوة.إذ قال تعالى وَ إِذٰا لَقُوكُمْ قٰالُوا آمَنّٰا وَ إِذٰا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنٰامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّٰهَ عَلِيمٌ بِذٰاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ [1]الآية.و كذلك قال تعالى وَدُّوا مٰا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضٰاءُ مِنْ أَفْوٰاهِهِمْ وَ مٰا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [2].و الحسد بسبب البغض ربما يفضي إلى التنازع و التقاتل، و استغراق العمر في إزالة النعمة بالحيل،و السعاية،و هتك الستر،و ما يجرى مجراه


[1] آل عمران:119،120

[2] آل عمران:118

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست