responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 117

و قد قال أبو سعيد الخدري[1]،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم«ألا إنّ بني آدم خلقوا على طبقات شتّى فمنهم بطيء الغضب سريع الفيء.و منهم سريع الغضب سريع الفيء،فتلك بتلك و منهم سريع الغضب بطيء الفيء ألا و إنّ خيرهم البطيء الغضب السّريع الفيء و شرّهم السّريع الغضب البطيء الفيء» و لما كان الغضب يهيج و يؤثر في كل إنسان،وجب على السلطان أن لا يعاقب أحدا في حال غضبه،لأنه ربما يتعدى الواجب ،و لأنه ربما يكون متغيظا عليه،فيكون متشفيا لغيظه،و مريحا نفسه من ألم الغيظ،فيكون صاحب حظ.فينبغي أن يكون انتقامه و انتصاره للّٰه تعالى لا لنفسه.و رأى عمر رضى اللّه عنه سكران:فأراد أن يأخذه و يعزره، فشتمه السكران.فرجع عمر.فقيل له يا أمير المؤمنين،لما شتمك تركته؟قال لأنه أغضبنى و لو عزرته لكان ذلك لغضبي لنفسي،و لم أحب أن أضرب مسلما حمية لنفسي.و قال عمر ابن عبد العزيز رحمه اللّه لرجل أغضبه،لو لا أنك أغضبتنى لعاقبتك

القول
في معنى الحقد و نتائجه و فضيلة العفو و الرفق

اعلم أن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي في الحال،رجع إلى الباطن و احتقن فيه،فصار حقدا.و معنى الحقد أن يلزم قلبه استثقاله،و البغضة له،و النفار عنه،و أن يدوم ذلك و يبقى.

و قد قال صلى اللّه عليه و سلم[2]«المؤمن ليس بحقود»فالحقد ثمرة الغضب

و الحقد يثمر ثمانية أمور:

الأول:الحسد

،و هو أن يحملك الحقد على أن تتمنى زوال النعمة عنه،فتغتم بنعمة إن أصابها،و تسر بمصيبة إن نزلت به.و هذا من فعل المنافقين،و سيأتي ذمه إن شاء اللّه تعالى

الثاني:أن تزيد على إضمار الحسد في الباطن

،فتشمت بما أصابه من البلاء

الثالث:أن تهجره و تصارمه و تنقطع عنه

؛و إن طلبك و أقبل عليك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست