responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 116

و الفحش و السب،ما روت عائشة رضى اللّه عنها،[1]أن أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم أرسلن إليه فاطمة،فجاءت فقالت يا رسول اللّه،أرسلني إليك أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة،و النبي صلى اللّه عليه و سلم نائم،فقال«يا بنيّة أ تحبين ما أحبّ؟»قالت نعم.قال«فأحبّي هذه»فرجعت إليهن،فأخبرتهن بذلك،فقلن ما أغنيت عنا شيئا.

فأرسلن زينب بنت جحش،قالت و هي التي كانت تسامينى في الحب،فجاءت فقالت، بنت أبي بكر،و بنت أبي بكر،فما زالت تذكرني و أنا ساكتة،أنتظر أن يأذن لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الجواب،فأذن لي.فسببتها حتى جف لساني.فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم«كلاّ إنّها ابنة أبي بكر»يعنى أنك لا تقاومينها في الكلام قط.و قولها سببتها ليس المراد به الفحش،بل هو الجواب عن كلامها بالحق،و مقابلتها بالصدق و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم[2]«المستبّان ما قالا فعلى البادئ منهما حتّى يعتدى المظلوم» فأثبت للمظلوم انتصارا إلى أن يعتدى.فهذا القدر هو الذي أباحه هؤلاء ،و هو رخصة في الإيذاء جزاء على إيذائه السابق،و لا تبعد الرخصة في هذا القدر،و لكن الأفضل تركه، فإنه يجره إلى ما وراءه،و لا يمكنه الانتصار على قدر الحق فيه.و السكوت عن أصل الجواب،لعله أيسر من الشروع في الجواب،و الوقوف على حد الشرع فيه.و لكن من الناس من لا يقدر على ضبط نفسه في فورة الغضب،و لكن يعود سريعا،و منهم من يكف نفسه في الابتداء و لكن يحقد على الدوام

و الناس في الغضب أربعة

،فبعضهم كالحلفاء،سريع الوقود سريع الخمود،و بعضهم كالغضاء،بطيء الوقود بطيء الخمود ،و هذا هو بطيء الوقود سريع الخمود،و هو الأحمد، ما لم ينته إلى فتور الحمية و الغيرة.و بعضهم سريع الوقود بطيء الخمود،و هذا هو شرهم.

و في الخبر[3]«المؤمن سريع الغضب سريع الرّضا»فهذه بتلك.و قال الشافعي رحمه اللّه من استغضب فلم يغضب فهو حمار،و من استرضى فلم يرض فهو شيطان .

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست