responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 104

تغضب،أذكرك حين أغضب،فلا أمحقك فيمن أمحق.و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وصيفا إلى حاجة،فأبطأ عليه،فلما جاء قال[1]«لو لا القصاص لأوجعتك»أي القصاص في القيامة.و قيل ما كان في بني إسرائيل ملك إلا و معه حكيم،إذا غضب أعطاه صحيفة فيها ارحم المسكين،و اخش الموت،و اذكر الآخرة،فكان يقرؤها حتى يسكن غضبه

الثالث:أن يحذر نفسه عاقبة العداوة و الانتقام

،و تشمر العدو لمقابلته،و السعي في هدم أغراضه،و الشماتة بمصائبه،و هو لا يخلو عن المصائب،فيخوف نفسه بعواقب الغضب في الدنيا،إن كان لا يخاف من الآخرة .و هذا يرجع إلى تسليط شهوة على غضب،و ليس هذا من أعمال الآخرة،و لا ثواب عليه،لأنه متردد على حظوظه العاجلة،يقدم بعضها على بعض،إلا أن يكون محذوره أن تتشوش عليه في الدنيا فراغته للعلم و العمل،و ما يعينه على الآخرة،فيكون مثابا عليه

الرابع:أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب

،بأن يتذكر صورة غيره في حالة الغضب و يتفكر في قبح الغضب في نفسه،و مشابهة صاحبه للكلب الضاري،و السبع العادي، و مشابهة الحليم الهادي التارك للغضب،للأنبياء و الأولياء،و العلماء و الحكماء،و يخير نفسه بين أن يتشبه بالكلاب و السباع و أراذل الناس،و بين أن يتشبه بالعلماء و الأنبياء في عادتهم لتميل نفسه إلى حب الاقتداء بهؤلاء،إن كان قد بقي معه مسكة من عقل

الخامس:أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام

،و يمنعه من كظم الغيظ و لا بد و أن يكون له سبب.مثل قول الشيطان له،إن هذا يحمل منك على العجز،و صغر النفس و الذلة،و المهانة،و تصير حقيرا في أعين الناس .فيقول لنفسه،ما أعجبك!تأنفين من الاحتمال الآن،و لا تأنفين من خزى يوم القيامة و الافتضاح،إذا أخذ هذا بيدك و انتقم منه!و تحذرين من أن تصغرى في أعين الناس،و لا تحذرين من أن تصغرى عند اللّه و الملائكة و النبيين !فمهما كظم الغيظ.فينبغي أن يكظمه للّٰه،و ذلك يعظمه عند اللّه فما له و للناس،و ذل من ظلمه يوم القيامة أشد من ذله لو انتقم الآن.أ فلا يحب أن يكون هو القائم إذا نودي يوم القيامة ليقم من أجره على اللّه،فلا يقوم إلا من عفا.فهذا و أمثاله من معارف الإيمان ينبغي أن يقرره على قلبه.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست