responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 103

من صاحب الفضائل.فالرذل يغضب لشهوته إذا فاتته اللقمة،و لبخله إذا فاتته الحبة،حتى أنه يغضب على أهله و ولده و أصحابه،بل القوى من يملك نفسه عند الغضب،كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[1]«ليس الشّديد بالصّرعة إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب»بل ينبغي أن يعالج هذا الجاهل بأن تتلى عليه حكايات أهل الحلم و العفو،و ما استحسن منهم من كظم الغيظ،فإن ذلك منقول عن الأنبياء و الأولياء،و الحكماء و العلماء،و أكابر الملوك الفضلاء و ضد ذلك منقول عن الأكراد و الأتراك؟و الجهلة و الأغبياء،الذين لا عقول لهم،و لا فضل فيهم

بيان
علاج الغضب بعد هيجانه

ما ذكرناه هو حسم لمواد الغضب؛و قطع لأسبابه حتى لا يهيج.فإذا جرى سبب هيجه فعنده يجب التثبت،حتى لا يضطر صاحبه إلى العمل به على الوجه المذموم .

و إنما يعالج
الغضب عند هيجانه بمعجون العلم و العمل.

أما العلم فهو ستة أمور

الأول:أن يتفكر في الأخبار التي سنوردها

،في فضل كظم الغيظ،و العفو،و الحلم، و الاحتمال،فيرغب في ثوابه،فتمنعه شدة الحرص على ثواب الكظم عن التشفي و الانتقام و ينطفئ عنه غيظه .قال مالك بن أوس بن الحدثان،غضب عمر على رجل و أمر بضربه فقلت يا أمير المؤمنين خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِينَ [1]فكان عمر يقول خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِينَ [2]فكان يتأمل في الآية،و كان وقافا عند كتاب اللّه مهما تلي عليه،كثير التدبر فيه،فتدبر فيه،و خلى الرجل.و أمر عمر ابن عبد العزيز بضرب رجل،ثم قرأ قوله تعالى وَ الْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ [3]فقال لغلامه خل عنه

الثاني:أن يخوف نفسه بعقاب اللّه

،و هو أن يقول قدرة اللّه علىّ أعظم من قدرتى على هذا الإنسان،فلو أمضيت غضبي عليه،لم آمن أن يمضى اللّه غضبه علىّ يوم القيامة أحوج ما أكون إلى العفو،فقد قال تعالى في بعض الكتب القديمة،يا ابن آدم،اذكرني حين


[1] الأعراف:199

[2] الأعراف:199

[3] آل عمران:134

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست