responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 10

فالخصومة مبدأ كل شر

،و كذا المراء و الجدال.فينبغي أن لا يفتح بابه إلا لضرورة، و عند الضرورة ينبغي أن يحفظ اللسان و القلب عن تبعات الخصومة،و ذلك متعذر جدا فمن اقتصر على الواجب في خصومته سلم من الإثم،و لا تذم خصومته،إلا أنه إن كان مستغنيا عن الخصومة فيما خاصم فيه،لأن عنده ما يكفيه،فيكون تاركا للأولى،و لا يكون آثما.نعم أقل ما يفوته في الخصومة و المراء و الجدال طيب الكلام،و ما ورد فيه من الثواب إذ أقل درجات طيب الكلام إظهار الموافقة،و لا خشونة في الكلام أعظم من الطعن و الاعتراض،الذي حاصله إما تجهيل،و إما تكذيب.فإن من جادل غيره أو ماراه أو خاصمه،فقد جهله أو كذبه،فيفوت به طيب الكلام و قال صلى اللّه عليه و سلم«يمكّنكم من الجنّة طيب الكلام و إطعام الطّعام »[1]و قد قال اللّه تعالى وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً [1]و قال ابن عباس رضي اللّه عنهما،من سلم عليك من خلق اللّه،فاردد عليه السلام و إن كان مجوسيا،إن اللّه تعالى يقول وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا أَوْ رُدُّوهٰا [2]و قال ابن عباس أيضا لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه.و قال أنس[2]،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم«إنّ في الجنّة لغرفا يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها أعدّها اللّه تعالى لمن أطعم الطّعام و ألان الكلام».

و روى أن عيسى عليه السلام مر به خنزير،فقال مر بسلام.فقيل يا روح اللّه أ تقول هذا لخنزير؟فقال أكره أن أعود لساني الشر.و قال نبينا عليه السلام[3]«الكلمة الطّيّبة صدقة »و قال[4]«اتّقوا النّار و لو بشقّ تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيّبة »و قال عمر رضى اللّه عنه،البر شيء هين،وجه طليق و كلام لين.و قال بعض الحكماء،الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح.و قال بعض الحكماء،كل كلام لا يسخط ربك


[1] البقرة:83

[2] النساء:86

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست