responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 11

إلا أنك ترضى به جليسك،فلا تكن به عليه بخيلا،فإنه لعله يعوضك منه ثواب المحسنين و هذا كله في فضل الكلام الطيب،و تضادّه الخصومة،و المراء،و الجدال،و اللجاج فإنه الكلام المستكره الموحش،المؤذي للقلب،المنغص للعيش،المهيج للغضب،الموغر للصدر،نسأل اللّه حسن التوفيق بمنه و كرمه

الآفة السادسة
التقعر في الكلام

بالتشدق،و تكلف السجع و الفصاحة،و التصنع فيه بالتشبيبات و المقدمات،و ما جرت به عادة المتفاصحين،المدعين للخطابة.و كل ذلك من التصنع المذموم،و من التكلف الممقوت،الذي قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم«أنا و أتقياء أمّتى برآء من التّكلّف » و قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ أبغضكم إلىّ و أبعدكم منّى مجلسا الثّرثارون المتفيهقون المتشدّقون في الكلام »و قالت فاطمة رضى اللّه عنها،[2]قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «شرار أمّتى الّذين غذّوا بالنّعيم يأكلون ألوان الطّعام و يلبسون ألوان الثّياب و يتشدّقون في الكلام »و قال صلى اللّه عليه و سلم[3]«ألا هلك المتنطّعون»ثلاث مرات .و التنطع هو التعمق و الاستقصاء.

و قال عمر رضى اللّه عنه،إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان.و جاء عمرو بن سعد بن أبي وقاص إلى أبيه سعد يسأله حاجة.فتكلم بين يدي حاجته بكلام.فقال له سعد ما كنت من حاجتك بأبعد منك اليوم،إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول [4]«يأتي على النّاس زمان يتخلّلون الكلام بألسنتهم كما تتخلّل البقرة الكلأ بألسنتها»

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست