responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 76

و الدليل القاطع فيه،ما روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال[1]«إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النّار»فقيل يا رسول اللّه،هذا القاتل،فما بال المقتول؟قال «لأنّه أراد قتل صاحبه»و هذا نص في أنه صار بمجرد الإرادة من أهل النار،مع أنه قتل مظلوما. فكيف يظن أن اللّه لا يؤاخذ بالنية و الهم!بل كل هم دخل تحت اختيار العبد فهو مؤاخذ به،إلا أن يكفره بحسنة،و نقض العزم بالندم حسنة.فلذلك كتبت له حسنة فأما فوت المراد بعائق، فليس بحسنة

و أما الخواطر و حديث النفس و هيجان الرغبة

،فكل ذلك لا يدخل تحت اختيار.

فالمؤاخذة به تكليف ما لا يطاق.و لذلك لما نزل قوله تعالى وَ إِنْ تُبْدُوا مٰا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحٰاسِبْكُمْ بِهِ اللّٰهُ [1]جاء ناس من الصحابة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قالوا[2]،كلفنا ما لا نطيق،إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه،ثم يحاسب بذلك.فقال صلى اللّه عليه و سلم«لعلّكم تقولون كما قالت اليهود سمعنا و عصينا قولوا سمعنا و أطعنا»فقالوا سمعنا و أطعنا.فأنزل اللّه الفرج بعد سنة بقوله لاٰ يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا [2]فظهر به أن كل ما لا يدخل تحت الوسع من أعمال القلب،هو الذي لا يؤاخذ به.فهذا هو كشف الغطاء عن هذا الالتباس.و كل من يظن أن كل ما يجرى على القلب يسمى حديث النفس،و لم يفرق بين هذه الأقسام الثلاثة،فلا بد و أن يغلط.

و كيف لا يؤاخذ بأعمال القلب من الكبر و العجب،و الرياء و النفاق و الحسد،و جملة الخبائث من أعمال القلب!بل السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا.أي ما يدخل تحت الاختيار.فلو وقع البصر بغير اختيار على غير ذي محرم،لم يؤاخذ به.فإن أتبعها نظرة ثانية،كان مؤاخذا به،لأنه مختار. فكذا خواطر القلب تجرى هذا المجرى:بل القلب


[1] البقرة:284

[2] البقرة:286

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست