responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 75

و لو أصبته لأكلته و لو سألت اللّه لأطعمنيه»فهذه الخواطر التي ليس معها عزم على الفعل،هي حديث النفس.و لذلك شاور رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،إذ لم يكن معه عزم و هم بالفعل.

و أما الثالث و هو الاعتقاد

،و حكم القلب بأنه ينبغي أن يفعل،فهذا تردد بين أن يكون اضطرارا أو اختيارا.و الأحوال تختلف فيه،فالاختيارى منه يؤاخذ به، و الاضطرارى لا يؤاخذ به

و أما الرابع،و هو الهم بالفعل

،فإنه مؤاخذ به. إلا أنه إن لم يفعل نظر،فإن كان قد تركه خوفا من اللّه تعالى،و ندما على همه،كتبت له حسنة.لأن همه سيئة،و امتناعه و مجاهدته نفسه حسنة.و الهم على وفق الطبع،مما يدل على تمام الغفلة عن اللّه تعالى،و الامتناع بالمجاهدة على خلاف الطبع،يحتاج إلى قوة عظيمة.فجده في مخالفة الطبع هو العمل للّٰه تعالى و العمل للّٰه تعالى أشد من جده في موافقة الشيطان بموافقة الطبع.فكتب له حسنة،لأنه رجح جده في الامتناع و همه به،على همه بالفعل.و إن تعوق الفعل بعائق،أو تركه بعذر لا خوفا من اللّه تعالى،كتبت عليه سيئة.فإن همه فعل من القلب اختيارى. و الدليل على هذا التفصيل،ما روى في الصحيح مفصلا في لفظ الحديث. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [1]«قالت الملائكة عليهم السّلام ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيّئة،و هو أبصر به،فقال ارقبوه فإن هو عملها فاكتبوها له بمثلها و إن تركها فاكتبوها له حسنة إنّما تركها من جرّائى»و حيث قال فإن لم يعملها،أراد به تركها للّٰه. فأما إذا عزم على فاحشة،فتعذرت عليه بسبب أو غفلة،فكيف تكتب له حسنة!و قد قال صلى اللّه عليه و سلم [2]«إنّما يحشر النّاس على نيّاتهم» و نحن نعلم أن من عزم ليلا على أن يصبح ليقتل مسلما أو يزني بامرأة،فمات تلك الليلة،مات مصرا،و يحشر على نيته،و قد هم بسيئة و لم يعملها

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست