responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 130

بيان
الطريق في رياضة الصبيان في أول نشوهم و وجه تأديبهم و تحسين أخلاقهم

اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور و أوكدها.

و الصبي أمانة عند والديه و قلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة،خالية عن كل نقش و صورة.و هو قابل لكل ما نقش و مائل إلى كل ما يمال به إليه.فإن عود الخير و علمه،نشأ عليه،و سعد في الدنيا و الآخرة و شاركه في ثوابه أبواه و كل معلم له و مؤدب.و إن عود الشر و أهمل إهمال البهائم،شقي و هلك،و كان الوزر في رقبة القيم عليه،و الوالي له.و قد قال اللّه عز و جل: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نٰاراً [1]و مهما كان الأدب يصونه عن نار الدنيا،فبأن يصونه عن نار الآخرة أولى.و صيانته بأن يؤدبه و يهذبه،و يعلمه محاسن الأخلاق،و يحفظه من القرناء السوء،و لا يعوده التنعم،و لا يحبب إليه الزينة و أسباب الرفاهية،فيضيع عمره في طلبها إذا كبر،فيهلك هلاك الأبد.بل ينبغي أن يراقبه من أول أمره، فلا يستعمل في حضانته و إرضاعه إلا امرأة صالحة متدينة،تأكل الحلال،فإن اللبن الحاصل من الحرام لا بركة فيه،فإذا وقع عليه نشو الصبي انعجنت طينته من الخبث،فيميل طبعه إلى ما يناسب الخبائث.

و مهما رأى فيه مخايل التمييز، فينبغي أن يحسن مراقبته.و أول ذلك ظهور أوائل الحياء فإنه إذا كان يحتشم و يستحى،و يترك بعض الأفعال،فليس ذلك إلا لإشراق نور العقل عليه حتى يرى بعض الأشياء قبيحا و مخالفا للبعض.فصار يستحى من شيء دون شيء.و هذه هدية من اللّه تعالى إليه،و بشارة تدل على اعتدال الأخلاق و صفاء القلب،و هو مبشر بكمال العقل عند البلوغ.فالصبي المستحى لا ينبغي أن يهمل.بل يستعان على تأديبه بحيائه أو تمييزه

و أول ما يغلب عليه من الصفات شره الطعام.

فينبغي أن يؤدب فيه،مثل أن لا يأخذ الطعام إلا بيمينه،و أن يقول عليه بسم اللّه عند أخذه،و أن يأكل مما يليه،و أن لا يبادر إلى الطعام قبل غيره،و أن لا يحدق النظر إليه و لا إلى من يأكل،و أن لا يسرع في الأكل


[1] التحريم:6

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست