responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 129

و سئل سهل عن حسن الخلق فقال،أدناه احتمال الأذى،و ترك المكافأة،و الرحمة للظالم،و الاستغفار له،و الشفقة عليه و قيل للأحنف بن قيس،ممن تعلمت الحلم؟فقال من قيس بن عاصم.قيل و ما بلغ من حلمه؟قال بينما هو جالس في داره،إذ أتته جارية له بسفود عليه شواء.فسقط من يدها،فوقع على ابن له صغير،فمات.فدهشت الجارية.فقال لها لا روع عليك،أنت حرة لوجه اللّه تعالى و قيل إن أويسا القرني،كان إذا رآه الصبيان،يرمونه بالحجارة.فكان يقول لهم، يا إخوتاه،إن كان و لا بد فارموني بالصغار، حتى لا تدموا ساقى،فتمنعونى عن الصلاة و شتم رجل الأحنف بن قيس،و هو لا يجيبه.و كان يتبعه.فلما قرب من الحي وقف و قال،إن كان قد بقي في نفسك شيء فقله،كى لا يسمعك بعض سفهاء الحي فيؤذوك و روى أن عليا كرم اللّه وجهه،دعا غلاما فلم يجبه.فدعاه ثانيا و ثالثا فلم يجبه.فقام إليه،فرآه مضطجعا.فقال أما تسمع يا غلام؟قال بلى.قال فما حملك على ترك إجابتى؟قال أمنت عقوبتك فتكاسلت. فقال امض فأنت حر لوجه اللّه تعالى و قالت امرأة لمالك بن دينار رحمه اللّه،يا مرائي،فقال يا هذه،وجدت اسمى الذي أضله أهل البصرة و كان ليحيى بن زياد الحارثي غلام سوء.فقيل له لم تمسكه؟فقال لأتعلم الحلم عليه فهذه نفوس قد ذللت بالرياضة،فاعتدلت أخلاقها،و نقيت من الغش و الغل و الحقد بواطنها،فأثمرت الرضا بكل ما قدره اللّه تعالى،و هو منتهى حسن الخلق.فإن من يكره فعل اللّه تعالى و لا يرضى به،فهو غاية سوء خلقه.فهؤلاء ظهرت العلامات على ظواهرهم كما ذكرناه.فمن لم يصادف من نفسه هذه العلامات،فلا ينبغي أن يغتر بنفسه،فيظن بها حسن الخلق.بل ينبغي أن يشتغل بالرياضة و المجاهدة،إلى أن يبلغ درجة حسن الخلق، فإنها درجة رفيعة،لا ينالها إلا المقربون و الصديقون

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست