responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 131

و أن يجيد المضغ،و أن لا يوالي بين اللقم،و لا يلطخ يده و لا ثوبه، و أن يعود الخبز القفار في بعض الأوقات،حتى لا يصير بحيث يرى الأدم حتما،و يقبح عنده كثرة الأكل،بأن يشبه كل من يكثر الأكل بالبهائم، و بأن يذم بين يديه الصبي الذي يكثر الأكل،و يمدح عنده الصبي المتأدب القليل الأكل،و أن يحبب إليه الإيثار بالطعام،و قلة المبالاة به،و القناعة بالطعام الخشن أي طعام كان

و أن يحبب إليه من الثياب البيض دون الملون و الابريسم

،و يقرر عنده أن ذلك شأن النساء و المخنثين،و أن الرجال يستنكفون منه،و يكرر ذلك عليه.و مهما رأى على صبي ثوبا من إبريسم أو ملون،فينبغي أن يستنكره و يذمه.و يحفظ الصبي عن الصبيان الذين عودوا التنعم و الرفاهية،و لبس الثياب الفاخرة، و عن مخالطة كل من يسمعه ما يرغبه فيه فإن الصبي مهما أهمل في ابتداء نشوه،خرج في الأغلب رديء الأخلاق،كذابا،حسودا سروقا،نماما،لحوحا،ذا فضول و ضحك،و كياد و مجانة.و إنما يحفظ عن جميع ذلك بحسن التأديب

ثم يشغل في المكتب،فيتعلم القرءان

،و أحاديث الأخبار،و حكايات الأبرار و أحوالهم لينغرس في نفسه حب الصالحين و يحفظ من الأشعار التي فيها ذكر العشق و أهله،و يحفظ من مخالطة الأدباء الذين يزعمون أن ذلك من الظرف ورقة الطبع،فإن ذلك يغرس في قلوب الصبيان بذر الفساد ثم مهما ظهر من الصبي خلق جميل،و فعل محمود، فينبغي أن يكرم عليه،و يجازى عليه بما يفرح به،و يمدح بين أظهر الناس.فإن خالف ذلك في بعض الأحوال مرة واحدة، فينبغي أن يتغافل عنه،و لا يهتك ستره،و لا يكاشفه،و لا يظهر له أنه يتصور أن يتجاسر أحد على مثله،و لا سيما إذا ستره الصبي،و اجتهد في إخفائه.فإن إظهار ذلك عليه ربما يفيده جسارة،حتى لا يبالي بالمكاشفة.فعند ذلك إن عاد ثانيا،فينبغي أن يعاتب سرا، و يعظم الأمر فيه،و يقال له إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا،و أن يطلع عليك في مثل هذا فتفتضح بين الناس.و لا تكثر القول عليه بالعتاب في كل حين،فإنه يهون عليه سماع الملامة،و ركوب القبائح،و يسقط وقع الكلام من قلبه

و ليكن الأب حافظا هيبة الكلام معه

،فلا يوبخه إلا أحيانا،و الأم تخوفه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست