responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 71

يعلق بالثوب و لا يشعر به،فكذلك يسهل الفساد على القلب و هو لا يشعر به.و قال«مثل الجليس الصّالح مثل صاحب المسك إن لم يهب لك منه تجد ريحه» و لهذا أقول:من عرف من عالم زلة،حرم عليه حكايتها لعلتين،إحداهما أنها غيبة ،و الثانية،و هي أعظمهما أن حكايتها تهون على المستمعين أمر تلك الزلة،و يسقط من قلوبهم استعظامهم الإقدام عليها،فيكون ذلك سببا لتهوين تلك المعصية:فإنه مهما وقع فيها فاستنكر ذلك،دفع الاستنكار و قال،كيف يستبعد هذا منا و كلنا مضطرون إلى مثله،حتى العلماء و العباد.و لو اعتقد أن مثل ذلك لا يقدم عليه عالم،و لا يتعاطاه موفق معتبر،لشق عليه الإقدام. فكم من شخص يتكالب على الدنيا،و يحرص على جمعها،و يتهالك على حب الرئاسة و تزيينها و يهون على نفسه قبحها،و يزعم أن الصحابة رضي اللّه عنهم لم ينزهوا أنفسهم عن حب الرئاسة،و ربما يستشهد عليه بقتال على و معاوية،و يخمن في نفسه أن ذلك لم يكن لطلب الحق،بل لطلب الرئاسة،فهذا الاعتقاد خطأ يهون عليه أمرّ الرئاسة،و لوازمها من المعاصي و الطبع اللئيم يميل إلى اتباع الهفوات،و الإعراض عن الحسنات.بل إلى تقدير الهفوة فيما لا هفوة فيه،بالتنزيل على مقتضى الشهوة،ليتعلل به.و هو من دقائق مكايد الشيطان و لذلك وصف اللّه المراغمين للشيطان فيها بقوله اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [1]و ضرب صلّى اللّه عليه و سلم لذلك مثلا[1]و قال«مثل الّذي يجلس يستمع الحكمة ثمّ لا يعمل إلاّ بشرّ ما يستمع كمثل رجل أتى راعيا فقال له يا راعى أجرر لي شاة من غنمك فقال اذهب فخذ خير شاة فيها فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم» و كل من ينقل هفوات الأئمة فهذا مثاله أيضا.

و مما يدل على سقوط وقع الشيء عن القلب بسبب تكرره و مشاهدته،أن أكثر الناس إذا رأوا مسلما أفطر في نهار رمضان،استبعدوا ذلك منه استبعادا يكاد يفضي إلى اعتقادهم كفره.و قد يشاهدون من يخرج الصلوات عن أوقاتها،و لا تنفر عنه طباعهم،كنفرتهم عن تأخير الصوم.مع أن صلاة واحدة،يقتضي تركها الكفر عند قوم، و حز الرقبة عند قوم


[1] الزمر:18

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست