responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 72

و ترك صوم رمضان كله لا يقتضيه.و لا سبب له إلا أن الصلاة تتكرر،و التساهل فيها مما يكثر،فيسقط وقعها بالمشاهدة عن القلب.و ذلك لو لبس الفقيه ثوبا من حرير أو خاتما من ذهب،أو شرب من إناء فضة،استبعدته النفوس،و اشتد إنكارها،و قد يشاهد في مجلس طويل،لا يتكلم إلا بما هو اغتياب للناس،و لا يستبعد منه ذلك،و الغيبة أشد من الزنا،فكيف لا تكون أشد من لبس الحرير!و لكن كثرة سماع الغيبة،و مشاهدة المغتابين،أسقط وقعها عن القلوب،و هون على النفس أمرها فتفطن لهذه الدقائق،و فر من الناس فرارك من الأسد،لأنك لا تشاهد منهم إلا ما يزيد في حرصك على الدنيا،و غفلتك عن الآخرة،و يهون عليك المعصية،و يضعف رغبتك في الطاعة.فإن وجدت جليسا يذكرك اللّه رؤيته و سيرته،فالزمه و لا تفارقه،و اغتنمه و لا تستحقره،فإنها غنيمة العاقل،و ضالة المؤمن. و تحقق أن الجليس الصالح خير من الوحدة و أن الوحدة خير من الجليس السوء. و مهما فهمت هذه المعاني،و لاحظت طبعك،و التفتّ إلى حال من أردت مخالطته،لم يخف عليك أن الأولى التباعد عنه بالعزلة،أو التقرب إليه بالخلطة.و إياك أن تحكم مطلقا على العزلة،أو على الخلطة.بأن إحداهما أولى.إذ كلّ مفصل فإطلاق القول فيه بلا أو نعم خلف من القول محض،و لا حق في المفصل إلا التفصيل.

الفائدة الثالثة
الخلاص من الفتن و الخصومات

،و صيانة الدين و النفس عن الخوض فيها، و التعرض لأخطارها فقلما تخلوا البلاد عن تعصبات،و فتن و خصومات،فالمعتزل عنهم في سلامة منها.قال عبد اللّه ابن عمرو بن العاص:لما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]الفتن و وصفها،و قال«إذا رأيت النّاس مرجت عهودهم و خفت أماناتهم و كانوا هكذا»و شبك بين أصابعه،قلت هكذا فما تأمرني؟فقال«الزم بيتك و أملك عليك لسانك و خذ ما تعرف و دع ما تنكر و عليك بأمر الخاصّة و دع عنك أمر العامّة»

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست