responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 196

و قال أبو الحسن محمد بن أحمد و كان بالبصرة،صحبت سهل بن عبد اللّه ستين سنة،فما رأيته تغير عند شيء كان يسمعه من الذكر أو القرءان،فلما كان في آخر عمره قرأ رجل بين يديه فَالْيَوْمَ لاٰ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ [1]الآية،فرأيته قد ارتعد و كاد يسقط،فلما عاد إلى حاله سألته عن ذلك،فقال نعم يا حبيبي قد ضعفنا،و كذلك سمع مرة قوله تعالى اَلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمٰنِ [2]فاضطرب فسأله ابن سالم و كان من أصحابه، فقال قد ضعفت فقيل له،فإن كان هذا من الضعف فما قوة الحال،فقال:أن لا يرد عليه وارد إلا و هو يلتقيه بقوة حاله،فلا تغيره الواردات و إن كانت قوية،و سبب القدرة على ضبط الظاهر مع وجود الوجد استواء الأحوال بملازمة الشهود، كما حكي عن سهل رحمه اللّه تعالى أنه قال:حالتى قبل الصلاة و بعدها واحدة،لأنه كان مراعيا للقلب حاضر الذكر مع اللّه تعالى في كل حال فكذلك يكون قبل السماع و بعده،إذ يكون وجده دائما،و عطشه متصلا.و شربه مستمرا بحيث لا يؤثر السماع في زيادته،كما روي أن ممشاد الدينوري أشرف على جماعة فيهم قوال فسكتوا،فقال ارجعوا إلى ما كنتم فيه،فلو جمعت ملاهى الدنيا في أذنى ما شغل همى و لا شفي بعض ما بي و قال الجنيد رحمه اللّه تعالى لا يضر نقصان الوجد مع فضل العلم و فضل العلم أتم من فضل الوجد فإن قلت:فمثل هذا لم يحضر السماع فاعلم:أن من هؤلاء من ترك السماع في كبره،و كان لا يحضر إلا نادرا لمساعدة أخ من الإخوان،و إدخالا للسرور على قلبه و ربما حضر ليعرف القوم كمال قوّته،فيعلمون أنه ليس الكمال بالوجد الظاهر،فيتعلمون منه ضبط الظاهر عن التكلف، و إن لم يقدروا على الاقتداء به في صيرورته طبعا لهم،و إن اتفق حضورهم مع غير أبناء جنسهم،فيكونون معهم بأبدانهم نائين عنهم بقلوبهم و بواطنهم،كما يجلسون من غير سماع مع غير جنسهم،بأسباب عارضة تقتضي الجلوس معهم،و بعضهم نقل عنه ترك السماع،و يظن أنه كان سبب تركه استغناءه عن السماع بما ذكرناه،و بعضهم كان من الزهاد و لم يكن له حظ روحانى في السماع،و لا كان من أهل اللهو،فتركه لئلا يكون مشغولا بما لا يعنيه،و بعضهم تركه لفقد الإخوان قيل:لبعضهم لم لا تسمع؟فقال:ممن و مع من؟


[1] الحديد:15

[2] الفرقان:26

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست