responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 197

الأدب الرابع:أن لا يقوم و لا يرفع صوته بالبكاء

و هو يقدر على ضبط نفسه،و لكن إن رقص أو تباكى فهو مباح إذا لم يقصد به المرآة،لأن التباكي استجلاب الحزن،و الرقص سبب في تحريك السرور و النشاط،فكل سرور مباح فيجوز تحريكه،و لو كان ذلك حراما لما نظرت عائشة رضي اللّه عنها إلى الحبشة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]و هم يزفنون هذا لفظ عائشة رضي اللّه عنها في بعض الروايات،و قد روي عن جماعة من الصحابة رضي اللّه عنهم،أنهم حجلوا لما ورد عليهم سرور أوجب ذلك،و ذلك في قصة ابنة حمزة[2] لما اختصم فيها علىّ بن أبي طالب،و أخوه جعفر،و زيد بن حارثة رضي اللّه عنهم،فتشاحوا في تربيتها،فقال صلّى اللّه عليه و سلم لعلي«أنت منّى و أنا منك»فحجل علي،و قال لجعفر «أشبهت خلقي و خلقي»فحجل وراء حجل علي،و قال لزيد«أنت أخونا و مولانا»فحجل زيد وراء حجل جعفر،ثم قال عليه السلام«هي لجعفر»لأن خالتها تحته،و الخالة والدة و في رواية أنه قال لعائشة رضي اللّه عنها«أ تحبّين أن تنظرى إلى زفن الحبشة» و الزفن و الحجل هو الرقص،و ذلك يكون لفرح أو شوق،فحكمه حكم مهيجه إن كان فرحه محمودا،و الرقص يزيده و يؤكده فهو محمود،و إن كان مباحا فهو مباح،و إن كان مذموما فهو مذموم نعم لا يليق اعتياد ذلك بمناصب الأكابر و أهل القدوة،لأنه في الأكثر يكون عن لهو و لعب،و ماله صورة اللعب و اللهو في أعين الناس فينبغي أن يجتنبه المقتدى به،لئلا يصغر في أعين الناس فيترك الاقتداء به، و أما تمزيق الثياب فلا رخصة فيه إلا عند خروج الأمر عن الاختيار، و لا يبعد أن يغلب الوجد بحيث يمزق ثوبه،و هو لا يدرى لغلبة سكر الوجد عليه، أو يدرى و لكن يكون كالمضطر الذي لا يقدر على ضبط نفسه،و تكون صورته صورة المكره،إذ يكون له في الحركة أو التمزيق متنفس،فيضطر إليه اضطرار المريض إلى الأنين،و لو كلف الصبر عنه لم يقدر عليه،مع أنه فعل اختيارى فليس كل فعل حصوله بالإرادة يقدر الإنسان على تركه،فالتنفس فعل يحصل بالإرادة،و لو كلف الإنسان أن يمسك النفس ساعة لاضطر من باطنه إلى أن يختار التنفس،فكذلك الزعقة و تمزيق

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست