responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 194

الثاني:هو الذي له ذوق السماع،و لكن فيه بقية من الحظوظ و الالتفات إلى الشهوات و الصفات البشرية،و لم ينكسر بعد انكسارا تؤمن غوائله،فربما يهيج السماع منه داعية اللهو و الشهوة،فيقطع عليه طريقه،و يصده عن الاستكمال الثالث:أن يكون قد انكسرت شهوته،و أمنت غائلته،و انفتحت بصيرته،و استولى على قلبه حب اللّه تعالى،و لكنه لم يحكم ظاهر العلم،و لم يعرف أسماء اللّه تعالى و صفاته و ما يجوز عليه و ما يستحيل،فإذا فتح له باب السماع نزّل المسموع في حق اللّه تعالى على ما يجوز و ما لا يجوز،فيكون ضرره من تلك الخواطر التي هي كفر أعظم من نفع السماع قال سهل رحمه اللّه:كل وجد لا يشهد له الكتاب و السنة فهو باطل،فلا يصلح السماع لمثل هذا،و لا لمن قلبه بعد ملوث بحب الدنيا،و حب المحمدة و الثناء،و لا لمن يسمع لأجل التلذذ و الاستطابة بالطبع،فيصير ذلك عادة له،و يشغله ذلك عن عباداته.و مراعاة قلبه،و ينقطع عليه طريقه،فالسماع مزلة قدم يجب حفظ الضعفاء عنه قال الجنيد:رأيت إبليس في النوم،فقلت له هل تظفر من أصحابنا بشيء؟قال:نعم في وقتين،وقت السماع،و وقت النظر،فإنى أدخل عليهم به،فقال بعض الشيوخ لو رأيته أنا لقلت له ما أحمقك،من سمع منه إذا سمع،و نظر إليه إذا نظر،كيف تظفر به؟فقال الجنيد:صدقت

الأدب الثالث:أن يكون مصغيا إلى ما يقول القائل

،حاضر القلب،قليل الالتفات إلى الجوانب،متحرزا عن النظر إلى وجوه المستمعين و ما يظهر عليهم من أحوال الوجد مشتغلا بنفسه و مراعاة قلبه، و مراقبة ما يفتح اللّه تعالى له من رحمته في سره،متحفظا عن حركة تشوش على أصحابه قلوبهم،بل يكون ساكن الظاهر هادئ الأطراف،متحفظا عن التنحنح و التثاؤب،و يجلس مطرقا رأسه،كجلوسه في فكر مستغرق لقلبه،متماسكا عن التصفيق و الرقص،و سائر الحركات على وجه التصنع و التكلف و المرآة،ساكتا عن النطق في أثناء القول بكل ما عنه بد،فإن غلبه الوجد و حركه بغير اختيار فهو فيه معذور غير ملوم،و مهما رجع إليه الاختيار فليعد إلى هدوئه و سكونه،و لا ينبغي أن يستديمه حياء من أن يقال انقطع وجده على القرب،و لا أن يتواجد خوفا من أن يقال هو قاسى القلب عديم الصفاء و الرقة.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست