responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 190

إلا في كونه غريبا جديدا،و لكل جديد لذة، و لكل طارئ صدمة،و مع كل مألوف أنس يناقض الصدمة،و لذا همّ عمر رضي اللّه عنه أن يمنع الناس من كثرة الطواف،و قال قد خشيت أن يتهاون الناس بهذا البيت،أي يأنسوا به،و من قدم حاجا فرأى البيت أوّلا بكى و زعق و ربما غشى عليه إذ وقع عليه بصره و قد يقيم بمكة شهرا،و لا يحس من ذلك في نفسه بأثر،فإذا المغني يقدر على الأبيات الغريبة في كل وقت،و لا يقدر في كل وقت على آية غريبة

الوجه الثالث:أن لوزن الكلام بذوق الشعر تأثيرا

في النفس،فليس الصوت الموزون الطيب كالصوت الطيب الذي ليس بموزون،و إنما يوجد الوزن في الشعر دون الآيات و لو زحف المغني البيت الذي ينشده،أو لحن فيه،أو مال عن حد تلك الطريقة في اللحن لاضطرب قلب المستمع،و بطل وجده و سماعه،و نفر طبعه لعدم المناسبة،و إذا نفر الطبع اضطرب القلب و تشوش،فالوزن إذا مؤثر،فلذلك طاب الشعر

الوجه الرابع:أن الشعر الموزون يختلف تأثيره

في النفس بالألحان التي تسمى الطرق و الدستانات، و إنما اختلاف تلك الطرق بمد المقصور و قصر الممدود،و الوقف في أثناء الكلمات،و القطع و الوصل في بعضها،و هذا التصرف جائز في الشعر،و لا يجوز في القرءان إلا التلاوة كما أنزل،فقصره و مده و الوقف و الوصل و القطع فيه على خلاف ما تقتضيه التلاوة حرام أو مكروه،و إذا رتل القرءان كما أنزل سقط عنه الأثر الذي سببه وزن الألحان و هو سبب مستقل بالتأثير،و إن لم يكن مفهوما كما في الأوتار و المزمار و الشاهين و سائر الأصوات التي لا تفهم

الوجه الخامس:أن الألحان الموزونة تعضد

و تؤكد بإيقاعات و أصوات أخر موزونة خارج الحلق كالضرب بالقضيب و الدف و غيره،لأن الوجد الضعيف لا يستثار إلا بسبب قوي،و إنما يقوى بمجموع هذه الأسباب و لكل واحد منها حظ في التأثير،و واجب أن يصان القرءان عن مثل هذه القرائن،لأن صورتها عند عامة الخلق صورة اللهو و اللعب و القرءان جد كله عند كافة الخلق،فلا يجوز أن يمزج بالحق المحض ما هو لهو عند العامة و صورته صورة اللهو عند الخاصة،و إن كانوا لا ينظرون إليها من حيث إنها لهو، بل ينبغي أن يوقر القرءان فلا يقرأ على شوارع الطرق،بل في مجلس ساكن،و لا في حال الجنابة و لا على غير طهارة،و لا يقدر على الوفاء بحق حرمة القرءان في كل حال،إلا المراقبون لأحوالهم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست