responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 188

فإن قلت:فإن كان سماع القرءان مفيدا للوجد، فما بالهم يجتمعون على سماع الغناء من القوالين دون القارئين،فكان ينبغي أن يكون اجتماعهم و تواجدهم في حلق القراء لا حلق المغنين،و كان ينبغي أن يطلب عند كل اجتماع في كل دعوة قارئ لا قوّال،فإن كلام اللّه تعالى أفضل من الغناء لا محالة

فاعلم أن الغناء أشد تهييجا للوجد من القرءان من سبعة أوجه

الوجه الأول:أن جميع آيات القرءان لا تناسب حال المستمع

و لا تصلح لفهمه و تنزيله على ما هو ملابس له،فمن استولى عليه حزن أو شوق أو ندم،فمن أين يناسب حاله قوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللّٰهُ فِي أَوْلاٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [1]و قوله تعالى وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنٰاتِ [2]و كذلك جميع الآيات التي فيها بيان أحكام الميراث،و الطلاق و الجدود،و غيرها،و إنما المحرك لما في القلب ما يناسبه،و الأبيات إنما يضعها الشعراء إعرابا بها عن أحوال القلب،فلا يحتاج في فهم الحال منها إلى تكلف،نعم من يستولى عليه حالة غالبة قاهرة لم تبق فيه متسعا لغيرها،و معه تيقظ و ذكاء ثاقب يتفطن به للمعاني البعيدة من الألفاظ،فقد يخرج وجده على كل مسموع،كمن يخطر له عند ذكر قوله تعالى يُوصِيكُمُ اللّٰهُ فِي أَوْلاٰدِكُمْ حالة الموت المحوج إلى الوصية،و أن كل إنسان لا بد أن يخلف ماله و ولده،و هما محبوباه من الدنيا فيترك أحد المحبوبين للثاني و يهجرهما جميعا،فيغلب عليه الخوف و الجزع،أو يسمع ذكر اللّه في قوله(يوصيكم اللّه في أولادكم)فيدهش بمجرد الاسم عما قبله و بعده،أو يخطر له رحمة اللّه على عباده و شفقته،بأن تولى قسم مواريثهم بنفسه نظر لهم في حياتهم و موتهم،فيقول:إذا نظر لأولادنا بعد موتنا فلا نشك بأنه ينظر لنا،فيهيج منه حال الرجاء و يورثه ذلك،استبشارا و سرورا،أو يخطر له من قوله تعالى لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ تفضيل الذكر بكونه رجلا على الأنثى،و أن الفضل في الآخرة لرجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه،و أن من ألهاه غير اللّه تعالى عن اللّه تعالى فهو من الإناث لا من الرجال تحقيقا،فيخشى أن يحجب أو يؤخر في نعيم الآخرة كما أخرت الأنثى في أموال الدنيا، فأمثال هذا قد يحرك الوجد و لكن لمن فيه وصفان:


[1] النساء:11

[2] النور:4

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست