responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 187

و قال بعض الصوفية:كنت أقرأ ليلة هذه الآية كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ الْمَوْتِ [1]فجعلت أرددها،فإذا هاتف يهتف بي،كم تردد هذه الآية،فقد قتلت أربعة من الجن ما رفعوا رءوسهم إلى السماء منذ خلقوا و قال أبو على المغازلي للشبلى، ربما تطرق سمعي آية من كتاب اللّه تعالى،فتجذبنى إلى الإعراض عن الدنيا،ثم أرجع إلى أحوالى،و إلى الناس فلا أبقى على ذلك،فقال ما طرق سمعك من القرءان فاجتذبك به إليه،فذلك عطف منه عليك،و لطف منه بك،و إذا ردك إلى نفسك،فهو شفقة منه عليك،فإنه لا يصلح لك إلا التبري من الحول و القوة في التوجه إليه و سمع رجل من أهل التصوف قارئا يقرأ يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً مَرْضِيَّةً [2]فاستعادها من القارئ،و قال كم أقول لها ارجعي،و ليست ترجع و تواجد،و زعق زعقة فخرجت روحه و سمع بكر بن معاذ قارئا يقرأ وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ [3]الآية فاضطرب،ثم صاح ارحم من أنذرته،و لم يقبل إليك بعد الإنذار بطاعتك ثم غشي عليه، و كان إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه،إذا سمع أحدا يقرأ إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ [4]اضطربت أوصاله حتى كان يرتعد، و عن محمد بن صبيح،قال كان رجل يغتسل في الفرات فمر به رجل على الشاطئ يقرأ وَ امْتٰازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ [5]فلم يزل الرجل يضطرب حتى غرق و مات و ذكر أن سلمان الفارسي أبصر شابا يقرأ،فأتى على آية فاقشعر جلده،فأحبه سلمان و فقده فسأل عنه،فقيل له إنه مريض،فأتاه يعوده،فإذا هو في الموت،فقال يا عبد اللّه أ رأيت تلك القشعريرة التي كانت بي،فإنها أتتني في أحسن صورة فأخبرتنى أن اللّه قد غفر لي بها كل ذنب و بالجملة لا يخلو صاحب القلب عن وجد عند سماع القرءان،فإن كان القرءان لا يؤثر فيه أصلا،فمثله كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء و نداء،صم بكم عمي فهم لا يعقلون،بل صاحب القلب تؤثر فيه الكلمة من الحكمة يسمعها،قال جعفر الخلدى: دخل رجل من أهل خراسان على الجنيد و عنده جماعة،فقال للجنيد متى يستوي عند العبد حامده فقال بعض الشيوخ:إذا دخل البيمارستان و قيد بقيدين،فقال الجنيد:ليس هذا من شأنك ثم أقبل على الرجل،و قال إذا تحقق أنه مخلوق فشهق الرجل شهقة و مات


[1] آل عمران:185

[2] الفجر:27،28

[3] غافر:18

[4] الانشقاق:1

[5] يس:59

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست