responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 181

و إلى مثل هذا الكشف الإشارة بقوله عليه السلام[1]«لو لا أنّ الشّياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السّماء» و إنما تحوم الشياطين على القلوب إذا كانت مشحونة بالصفات المذمومة،فإنها مرعى الشيطان و جنده،و من خلّص قلبه من تلك الصفات و صفّاه،لم يطف الشيطان حول قلبه،و إليه الإشارة بقوله تعالى إِلاّٰ عِبٰادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [1]و بقوله تعالى إِنَّ عِبٰادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطٰانٌ [2]و السماع سبب لصفاء القلب،و هو شبكة للحق بواسطة الصفاء،و على هذا يدل ما روي أن ذا النون المصري رحمه اللّه دخل بغداد،فاجتمع إليه قوم من الصوفية و معهم قوال، فاستأذنوه في أن يقول لهم شيئا فأذن لهم في ذلك فأنشأ يقول
صغير هواك عذبني فكيف به إذا احتنكا
و أنت جمعت في قلبي هوى قد كان مشتركا
أما ترثي لمكتئب إذا أضحك الخلي بكى
فقام ذو النون و سقط على وجهه،ثم قام رجل آخر،فقال ذو النون الذي يراك حين تقوم،فجلس ذلك الرجل و كان ذلك اطلاعا من ذي النون على قلبه أنه متكلف متواجد فعرّفه أن الذي يراه حين يقوم هو الخصم في قيامه لغير اللّه تعالى،و لو كان الرجل صادقا لما جلس فإذا قد رجع حاصل الوجد إلى مكاشفات و إلى حالات و اعلم أن كل واحد منهما ينقسم إلى ما يمكن التعبير عنه عند الإفاقة منه،و إلى ما لا تمكن العبارة عنه أصلا، و لعلك تستبعد حالة أو علما لا تعلم حقيقته،و لا يمكن التعبير عن حقيقته،فلا تستبعد ذلك،فإنك تجد في أحوالك القريبة لذلك شواهد

أما العلم:

فكم من فقيه تعرض عليه مسألتان متشابهتان في الصورة،و يدرك الفقيه بذوقه أن بينهما فرقا في الحكم،و إذا كلف ذكر وجه الفرق لم يساعده اللسان على التعبير و إن كان من أفصح الناس فيدرك بذوقه الفرق و لا يمكنه التعبير عنه،و إدراكه الفرق


[1] الحجر:40

[2] الحجر:42

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست