responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 180

قال:فصاح عتبة الغلام صيحة،و خرّ مغشيا عليه،و بقي القوم فرفعت الطعام،و ما ذاقوا و اللّه منه لقمة، و كما يسمع صوت الهاتف عند صفاء القلب فيشاهد أيضا بالبصر صورة الخضر عليه السلام،فإنه يتمثل لأرباب القلوب بصور مختلفة، و في مثل هذه الحالة تتمثل الملائكة للأنبياء عليهم السلام،إما على حقيقة صورتها،و أما على مثال يحاكى صورتها بعض المحاكاة و قد رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]جبريل عليه السلام مرتين في صورته،و أخبر عنه بأنه سد الأفق و هو المراد بقوله تعالى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوىٰ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوىٰ وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلىٰ [1]إلى آخر هذه الآيات.

و في مثل هذه الأحوال من الصفاء يقع الاطلاع على ضمائر القلوب،و قد يعبر عن ذلك الاطلاع بالتفرس،و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه» و قد حكى أن رجلا من المجوس،كان يدور على المسلمين و يقول:ما معنى قول النبي صلّى اللّه عليه و سلم«اتّقوا فراسة المؤمن»فكان يذكر له تفسيره فلا يقنعه ذلك،حتى انتهى إلى بعض المشايخ من الصوفية،فسأله فقال له معناه:أن تقطع الزنار الذي على وسطك تحت ثوبك،فقال صدقت هذا معناه و أسلم،و قال الآن عرفت أنك مؤمن،و أن إيمانك حق و كما حكي عن إبراهيم الخواص،قال كنت ببغداد في جماعة من الفقراء في الجامع،فأقبل شاب طيب الرائحة حسن الوجه،فقلت لأصحابي يقع لي أنه يهودى،فكلهم كرهوا ذلك،فخرجت و خرج الشاب ثم رجع إليهم،و قال أي شيء قال الشيخ فيّ،فاحتشموه فألح عليهم،فقالوا له:قال إنك يهودي،قال فجاءني و أكب على يدي،و قبل رأسي و أسلم و قال نجد في كتبنا أن الصدّيق لا تخطئ فراسته،فقلت أمتحن المسلمين فتأملتهم،فقلت إن كان فيهم صديق ففي هذه الطائفة،لأنهم يقولون حديثه سبحانه،و يقرءون كلامه فلبست عليكم،فلما اطلع على الشيخ و تفرس فيّ علمت أنه صديق،قال و صار الشاب من كبار الصوفية


[1] النجم:5،6،7

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست