responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 174

خداعة،قتالة لأربابها،معادية لهم في الباطن،و مظهرة صورة الود،[1]فما امتلأت منها دار حبرة إلا امتلأت عبرة،كما ورد في الخبر،و كما قال الثعلبي في وصف الدنيا
تنح عن الدنيا فلا تخطبنها و لا تخطبن قتالة من تناكح
فليس يفي مرجوّها بمخوفها و مكروهها إما تأملت راجح
لقد قال فيها الواصفون فأكثروا و عندي لها وصف لعمري صالح
سلاف قصاراها زعاف و مركب شهي إذا استلذذته فهو جامح
و شخص جميل يؤثر الناس حسنه و لكن له أسرار سوء قبائح
و المعنى الثاني:أن ينزله على نفسه في حق اللّه تعالى،فإنه إذا تفكر فمعرفته جهل، إذ ما قدروا اللّه حق قدره،و طاعته رياء،إذ لا يتقى اللّه حق تقاته،و حبه معلول إذ لا يدع شهوة من شهواته في حبه،و من أراد اللّه به خيرا بصره بعيوب نفسه،فيرى مصداق هذا البيت في نفسه،و إن كان على المرتبة بالإضافة إلى الغافلين،و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[2] «لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» و قال عليه الصلاة و السلام[3]«إنّى لأستغفر اللّه في اليوم و اللّيلة سبعين مرّة» و إنما كان استغفاره عن أحوال هي درجات بعد بالإضافة إلى ما بعدها،و إن كانت قربا بالإضافة إلى ما قبلها،فلا قرب إلا و يبقى وراءه قرب لا نهاية له،إذ سبيل السلوك إلى اللّه تعالى غير متناه.و الوصول إلى أقصى درجات القرب محال و المعنى الثالث:أن ينظر في مبادى أحواله فيرتضيها،ثم ينظر في عواقبها فيزدريها،لاطلاعه على خفايا الغرور فيها،فيرى ذلك من اللّه تعالى،فيستمع البيت في حق اللّه تعالى شكاية من القضاء و القدر،و هذا كفر،كما سبق بيانه،و ما من بيت إلا و يمكن تنزيله على معان و ذلك بقدر غزارة علم المستمع و صفاء قلبه

الحالة الرابعة:سماع من جاوز الأحوال و المقامات،

فعزب عن فهم ما سوى اللّه تعالى حتى عزب عن نفسه و أحوالها و معاملاتها،و كان كالمدهوش الغائص في بحر عين الشهود

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست