responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 119

«قوا أنفسكم و أهليكم نارا»أمرنا أن نقيهم النار كما نقى أنفسنا،و الإنسان قد يعجز عن القيام بحق نفسه،و إذا تزوج تضاعف عليه الحق،و انضافت إلى نفسه نفس أخرى،و النفس أمارة بالسوء،ان كثرت كثر الامر بالسوء،غالبا و لذاك اعتذر بعضهم من التزويج،و قال أنا مبتلى بنفسي و كيف أضيف إليها نفسا أخرى،كما قيل
لن يسع الفأرة جحرها علقت المكنس في دبرها
و كذلك اعتذر إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه و قال:لا أغر امرأة بنفسي،و لا حاجة لي فيهن أي من القيام بحقهن و تحصينهن و امتاعهن و أنا عاجز عنه.و كذلك اعتذر بشر و قال يمنعني من النكاح قوله تعالى وَ لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ [1]و كان يقول:لو كنت أعول دجاجة لخفت أن أصير جلادا على الجسر،و رؤي سفيان بن عيينة رحمه اللّه على باب السلطان، فقيل له ما هذا موقفك،فقال:و هل رأيت ذا عيال أفلح ؟و كان سفيان يقول
يا حبذا العزبة و المفتاح و مسكن تخرقه الرياح لا صخب فيه و لا صياح
فهذه آفة عامة أيضا،و ان كانت دون عموم الأولى،لا يسلم منها الا حكيم عاقل،حسن الأخلاق،بصير بعادات النساء ،صبور على لسانهن،و قاف عن اتباع شهواتهن،حريص على الوفاء بحقهن،يتغافل عن زللهن،و يداري بعقله أخلاقهن.و الاغلب على الناس السفه و الفظاظة و الحدة و الطيش،و سوء الخلق و عدم الإنصاف مع طلب تمام الإنصاف.

و مثل هذا يزداد بالنكاح فسادا من هذا الوجه لا محالة،فالوحدة أسلم له.

الآفة الثالثة:

و هي دون الأولى و الثانية،أن يكون الأهل و الولد شاغلا له عن اللّه تعالى و جاذبا له إلى طلب الدنيا،و حسن تدبير المعيشة للاولاد،بكثرة جمع المال و ادخاره لهم ، و طلب التفاخر و التكاثر بهم.و كل ما شغل عن اللّه من أهل و مال و ولد فهو مشئوم على صاحبه،و لست أعنى بهذا أن يدعو إلى محظور،فان ذلك مما اندرج تحت الآفة الأولى و الثانية،بل أن يدعوه إلى التنعم بالمباح،بل الاغراق في ملاعبة النساء و مؤانستهن،و الا معان في التمتع بهن،و يثور من النكاح أنواع من الشواغل من هذا الجنس،تستغرق القلب، فينقضي الليل و النهار و لا يتفرغ المرء فيهما للتفكر في الآخرة و الاستعداد لها.و لذلك قال


[1] التحريم:6

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست