responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 118

ليوقف عند الميزان و له من الحسنات أمثال الجبال فيسأل عن رعاية عائلته و القيام بهم و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه،حتّى يستغرق بتلك المطالبات كل أعماله فلا تبقى له حسنة،فتنادي الملائكة:هذا الّذي أكل عياله حسناته في الدّنيا،و ارتهن اليوم بأعماله»و يقال إن أول ما يتعلق بالرجل في القيامة أهله و ولده،فيوقفونه بين يدي اللّه تعالى،و يقولون يا ربنا خذ لنا بحقنا منه،فإنه ما علمنا ما نجهل،و كان يطعمنا الحرام و نحن لا نعلم.فيقتص لهم منه،و قال بعض السلف:إذا أراد اللّه بعبد شرا،سلط عليه في الدنيا أنيابا تنهشه،يعنى العيال.و قال عليه الصلاة و السلام[1]«لا يلقى اللّه أحد بذنب أعظم من جهالة أهله» فهذه آفة عامة،قل من يتخلص منها،الا من له مال موروث او مكتسب من حلال يفي به و بأهله،و كان له من القناعة ما يمنعه من الزيادة،فان ذاك يتخلص من هذه الآفة.أو من هو محترف و مقتدر على كسب حلال من المباحات،باحتطاب أو اصطياد.أو كان في صناعة لا تتعلق بالسلاطين،و يقدر على أن يعامل به أهل الخير.و من ظاهره السلامة، و غالب ماله الحلال.و قال ابن سالم رحمه اللّه و قد سئل عن التزويج فقال:هو أفضل في زماننا هذا لمن أدركه شبق غالب مثل الحمار يرى الأتان فلا ينتهى عنها بالضرب،و لا يملك نفسه فان ملك نفسه فتركه أولى

الآفة الثانية: القصور عن القيام بحقهن

،و الصبر على أخلاقهن،و احتمال الأذى منهن و هذه دون الأولى في العموم فان القدرة على هذا أيسر من القدرة على الأولى،و تحسين الخلق مع النساء،و القيام بحظوظهن أهون من طلب الحلال،و في هذا أيضا خطر،لانه راع و مسئول عن رعيته .و قال عليه الصلاة و السلام[2]«كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يعول» و روى أن الهارب من عياله بمنزلة العبد الهارب الآبق لا تقبل له صلاة و لا صيام حتى يرجع إليهم،و من يقصر عن القيام بحقهن،و ان كان حاضرا،فهو بمنزلة هارب،فقد قال تعالى

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست