responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 78

و إليه الإشارة بقوله صلّى اللّه عليه و سلم[1]«إنّه ليغان على قلبي حتّى أستغفر اللّه في اليوم و اللّيلة سبعين مرّة »فكأن ذلك لترقيه إلى سبعين مقاما،بعضها فوق البعض،أوّلها و إن كان مجاوزا أقصى غايات الخلق،و لكن كان نقصانا بالإضافة إلى آخرها.فكان استغفاره لذلك[2]و لما قالت عائشة رضي اللّه عنها.أ ليس قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر،فما هذا البكاء في السجود،و ما هذا الجهد الشديد؟قال«أ فلا أكون عبدا شكورا»معناه أ فلا أكون طالبا للمزيد في المقامات،فإن الشكر سبب الزيادة حيث قال تعالى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [1].و إذا تغلغلنا في بحار المكاشفة فلنقبض العنان، و لنرجع إلى ما يليق بعلوم المعاملة فنقول:الأنبياء عليهم السّلام بعثوا لدعوة الخلق إلى كمال التوحيد الذي وصفناه.و لكن بينهم و بين الوصول إليه مسافة بعيدة،و عقبات شديدة و إنما الشرع كله تعريف طريق سلوك تلك المسافة،و قطع تلك العقبات.و عند ذلك يكون النظر عن مشاهدة أخرى و مقام آخر،فيظهر في ذلك المقام بالإضافة إلى تلك المشاهدة الشكر،و الشاكر،و المشكور.و لا يعرف ذلك إلا بمثال فأقول.يمكنك أن تفهم أن ملكا من الملوك أرسل إلى عبد قد بعد منه مركوبا،و ملبوسا،و نقدا،لأجل زاده في الطريق حتى يقطع به مسافة البعد،و يقرب من حضرة الملك.ثم يكون له حالتان.إحداهما:أن يكون قصده من وصول العبد إلى حضرته أن يقوم ببعض مهماته،و يكون له عناية في خدمته ،و الثانية:أن لا يكون للملك حظ في العبد،و لا حاجة به إليه،بل حضوره لا يزيد في ملكه،لأنه لا يقوى على القيام بخدمة تغني فيه غناء.و غيبته لا تنقص من ملكه.فيكون قصد من الإنعام عليه بالمركوب و الزاد،أن يحظى العبد بالقرب منه،و ينال سعادة حضرته لينتفع هو في نفسه،لا لينتفع الملك به و بانتفاعه.فمنزل العباد من اللّه تعالى في المنزلة الثانية لا في المنزلة الأولى.فإن الأولى محال على اللّه تعالى،و الثانية غير محال


[1] إبراهيم:7

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست