responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 7

الغافل في اتباع شهواته.فهذا من جملة المصرين.و هذه النفس هي النفس الأمارة بالسوء الفرارة من الخير.و يخاف على هذا سوء الخاتمة،و أمره في مشيئة اللّه.فإن ختم له بالسوء شقي شقاوة لا آخر لها،و إن ختم له بالحسنى حتى مات على التوحيد فينتظر له الخلاص من النار و لو بعد حين.و لا يستحيل أن يشمله عموم العفو بسبب خفى لا نطلع عليه،كما لا يستحيل أن يدخل الإنسان خرابا ليجد كنزا فيتفق أن يجده،ولا أن يجلس في البيت ليجعله اللّه عالما بالعلوم من غير تعلم كما كان الأنبياء صلوات اللّه عليهم فطلب المغفرة بالطاعات كطلب العلم بالجهد و التكرار،و طلب المال بالتجارة و ركوب البحار.و طلبها بمجرد الرجاء مع خراب الأعمال،كطلب الكنوز في المواضع الخربة،و طلب العلوم من تعليم الملائكة.و ليت من اجتهد تعلم،و ليت من اتجر استغنى،و ليت من صام و صلّى غفر له.

فالناس كلهم محرومون إلا العالمون،و العالمون كلهم محرومون إلا العاملون،و العاملون كلهم محرومون إلا المخلصون،و المخلصون على خطر عظيم و كما أن من خرب بيته و ضيع ماله،و ترك نفسه و عياله جياعا،يزعم أنه ينتظر فضل اللّه بأن يرزقه كنزا يجده تحت الأرض في بيته الخرب،يعد عند ذوي البصائر من الحمقى و المغرورين،و إن كان ما ينتظره غير مستحيل في قدرة اللّه تعالى و فضله،فكذلك من ينتظر المغفرة من فضل اللّه تعالى و هو مقصر عن الطاعة،مصر على الذنوب،غير سالك سبيل المغفرة،يعدّ عند أرباب القلوب من المعتوهين و العجب من عقل هذا المعتوه،و ترويجه حماقته في صيغة حسنة،إذ يقول.إن اللّه كريم ،و جنته ليست تضيق على مثلي،و معصيتى ليست تضره .ثم تراه يركب البحار،و يقتحم الأوعار في طلب الدينار،و إذا قيل له إن اللّه كريم،و دنانير خزائنه ليست تقصر عن فقرك و كسلك بترك التجارة ليس يضرك،فاجلس في بيتك فعساه يرزقك من حيث لا تحتسب فيستحمق قائل هذا الكلام و يستهزئ به،و يقول.ما هذا الهوس؟السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة،و إنما ينال ذلك بالكسب،هكذا قدره مسبب الأسباب،و أجرى به سنته، و لا تبديل لسنة اللّه و لا يعلم المغرور أن رب الآخرة و رب الدنيا واحد و أن سنته لا تبديل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست