responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 6

تسويفه و تأخيره،فربما يختطف قبل التوبة،و يقع أمره في المشيئة.فإن تداركه اللّه بفضله و جبر كسره،و امتن عليه بالتوبة،التحق بالسابقين.و إن غلبته شقوته،و قهرته شهوته، فيخشى أن يحق عليه في الخاتمة ما سبق عليه من القول في الأزل،لأنه مهما تعذر على المتفقه مثلا الاحتراز عن شواغل التعلم،دل تعذره على أنه سبق له في الأزل أن يكون من الجاهلين، فيضعف الرجاء في حقه.و إذا يسرت له أسباب المواظبة على التحصيل،دل على أنه سبق له في الأزل أن يكون من جملة العالمين.فكذلك ارتباط سعادات الآخرة و دركاتها بالحسنات و السيئات،يحكم تقدير مسبب الأسباب،كارتباط المرض و الصحة بتناول الأغذية و الأدوية و ارتباط حصول فقه النفس،الذي به تستحق المناصب العلية في الدنيا،بترك الكسل، و المواظبة على تفقيه النفس.فكما لا يصلح لمنصب الرئاسة،و القضاء،و التقدم بالعلم،إلا نفس صارت فقيهة بطول التفقيه،فلا يصلح لملك الآخرة و نعيمها،و لا للقرب من رب العالمين،إلا قلب سليم صار طاهرا بطول التزكية و التطهير.هكذا سبق في الأزل بتدبير رب الأرباب و لذلك قال تعالى وَ نَفْسٍ وَ مٰا سَوّٰاهٰا فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا وَ قَدْ خٰابَ مَنْ دَسّٰاهٰا [1]فمهما وقع العبد في ذنب،فصار الذنب نقدا و التوبة نسيئة،كان هذا من علامات الخذلان.قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ العبد ليعمل بعمل أهل الجنّة سبعين سنة حتّى يقول النّاس إنّه من أهلها و لا يبقى بينه و بين الجنّة إلاّ شبر فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار فيدخلها» فإذا الخوف من الخاتمة قبل التوبة و كل نفس فهو خاتمة ما قبله.إذ يمكن أن يكون الموت متصلا به،فليراقب الأنفاس ،و إلا وقع في المحذور،و دامت الحسرات حين لا ينفع التحسر

الطبقة الرابعة:أن يتوب و يجرى مدة على الاستقامة

،ثم يعود إلى مقارفة الذنب أو الذنوب من غير أن يحدث نفسه بالتوبة،و من غير أن يتأسف على فعله.بل ينهمك انهماك


[1] الشمس:7،8،9،10

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست