responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 40

و إليه الإشارة بقوله تعالى وَ نُنْشِئَكُمْ فِي مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ [1]فالمقر بالقيامتين مؤمن بعالم الغيب و الشهادة،و موقن بالملك و الملكوت:و المقر بالقيامة الصغرى دون الكبرى ناظر بالعين العوراء إلى أحد العالمين.و ذلك هو الجهل و الضلال، و الاقتداء بالأعور الدجال فما أعظم غفلتك يا مسكين،و كلنا ذلك المسكين،و بين يديك هذه الأهوال.فإن كنت لا تؤمن بالقيامة الكبرى بالجهل و الضلال،أ فلا تكفيك دلالة القيامة الصغرى؟أو ما سمعت قول سيد الأنبياء[1]«كفى بالموت واعظا» أو ما سمعت بكربه عليه السّلام عند الموت حتى قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«اللّهمّ هوّن على محمّد سكرات الموت»أو ما تستحي من استبطائك هجوم الموت اقتداء برعاع الغافلين،الذين لا ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم و هم يخصمون،فلا يستطيعون توصية و لا إلى أهلهم يرجعون، فيأتيهم المرض نذيرا من الموت فلا ينزجرون،و يأتيهم الشيب رسولا منه فما يعتبرون؟ فيا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن.أ فيظنون أنهم في الدنيا خالدون؟أو لم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون؟ أم يحسبون أن الموت سافروا من عندهم فهم معدومون؟كلا.إن كل لما جميع لدينا محضرون.و لكن ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين.و ذلك لأنا جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا،فأغشيناهم فهم لا يبصرون،و سواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون.و لنرجع إلى الغرض،فإن هذه تلويحات تشبر إلى أمور هي أعلى من علوم المعاملة فنقول:قد ظهر أن الصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقاومة باعث الهوى و هذه المقاومة من خاصة الآدميين لما و كل بهم من الكرام الكاتبين.و لا يكتبان شيئا على الصبيان و المجانين،إذ قد ذكرنا أن الحسنة في الإقبال على الاستفادة منهما،و السيئة في الإعراض عنهما،و ما للصبيان و المجانين سبيل إلى الاستفادة،فلا يتصوّر منهما إقبال و إعراض


[1] الواقعة:61

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست