responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 41

و هما لا يكتبان إلا الإقبال و الإعراض من القادرين على الإقبال و الإعراض.و لعمري إنه قد تظهر مبادئ إشراق نور الهداية عند سن التمييز،و تنمو على التدريج إلى سن البلوغ،كما يبدو نور الصبح إلى أن يطلع قرص الشمس.و لكنها هداية قاصرة لا ترشد إلى مضار الآخرة،بل إلى مضار الدنيا.فلذلك يضرب على ترك الصلوات ناجزا ،و لا يعاقب على تركها في الآخرة،و لا يكتب عليه من الصحائف ما ينشر في الآخرة.بل على القيم العدل،و الولي البر الشفيق،إن كان من الأبرار،و كان على سمت الكرام الكاتبين البررة الأخيار،أن يكتب على الصبي سيئته و حسنته على صحيفة قلبه،فيكتبه عليه بالحفظ،ثم ينشره عليه بالتعريف،ثم يعذبه عليه بالضرب.فكل وليّ هذا سمته في حق الصبي،فقد ورث أخلاق الملائكة،و استعملها في حق الصبي،فينال بها درجة القرب من رب العالمين كما نالته الملائكة،فيكون مع النبيين،و المقربين،و الصديقين .و إليه الإشارة بقوله صلّى اللّه عليه و سلم[1]«أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنّة»و أشار إلى إصبعيه الكريمتين صلّى اللّه عليه و سلم.

بيان
كون الصبر نصف الإيمان

اعلم أن الإيمان تارة يختص في إطلاقه بالتصديقات بأصول الدين،و تارة يخص بالأعمال الصالحة الصادرة منها،و تارة يطلق عليهما جميعا.و للمعارف أبواب،و للأعمال أبواب و لاشتمال لفظ الإيمان على جميعها،كان الإيمان نيفا و سبعين بابا.و اختلاف هذه الإطلاقات ذكرناه في كتاب قواعد العقائد من ربع العابدات،و لكن الصبر نصف الإيمان باعتبارين،و على مقتضى إطلاقين:

أحدهما:أن يطلق على التصديقات و الأعمال جميعا،فيكون للإيمان ركنان :

أحدهما اليقين،و الآخر الصبر.و المراد باليقين المعارف القطعية الحاصلة بهداية اللّه تعالى

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست