responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 160

فيجزيه اللّه جزاء الشّاكرين و يؤتى بأصبر أهل الأرض فيقال له أما ترضى أن نجزيك كما جزينا هذا الشّاكر فيقول نعم يا ربّ فيقول اللّه تعالى كلاّ أنعمت عليه فشكر و ابتليتك فصبرت لأضعّفنّ لك الأجر عليه فيعطى أضعاف جزاء الشّاكرين» و قد قال اللّه تعالى إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ [1].و أما قوله [1] «الطّاعم الشّاكر بمنزلة الصّائم الصّابر»فهو دليل على أن الفضيلة في الصبر،إذ ذكر ذلك في معرض المبالغة لرفع درجة الشكر فألحقه بالصبر فكان هذا منتهى درجته.و لو لا أنه فهم من الشرع علو درجة الصبر.لما كان إلحاق الشكر به مبالغة في الشكر.و هو كقوله صلّى اللّه عليه و سلم[2]«الجمعة حجّ المساكين و جهاد المرأة حسن التّبعّل»و كقوله صلّى اللّه عليه و سلم[3]«شارب الخمر كعابد الوثن» و أبدا المشبه به ينبغي أن يكون أعلى رتبة،فكذلك قوله صلّى اللّه عليه و سلم«الصّبر نصف الإيمان»لا يدل على أن الشكر مثله و هو كقوله عليه السّلام«الصّوم نصف الصّبر»فإن كل ما ينقسم قسمين يسمى أحدهما نصفا،و إن كان بينهما تفاوت.كما يقال الإيمان هو العلم و العمل .فالعمل هو نصف الإيمان.فلا يدل ذلك على أن العمل يساوى العلم.و في الخبر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم [4]«آخر الأنبياء دخولا الجنّة سليمان بن داود عليهما السّلام لمكان ملكه


[1] الزمر:10

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست