responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 159

صار البلاء أحب إليهم من العافية.و هذه حالة لا يبعد وقوعها في غلبات الحب،و لكنها لا تثبت .و إن ثبتت مثلا فهل هي حالة صحيحة،أم حالة اقتضتها حالة أخرى وردت على القلب فمالت به عن الاعتدال؟هذا فيه نظر،و ذكر تحقيقه لا يليق بما نحن فيه.و قد ظهر بما سبق أن العافية خير من البلاء،فنسأل اللّه تعالى المان بفضله على جميع خلقه،العفو و العافية في الدين و الدنيا و الآخرة،لنا و لجميع المسلمين

بيان
الأفضل من الصبر و الشكر

اعلم أن الناس اختلفوا في ذلك.فقال قائلون الصبر أفضل من الشكر،و قال آخرون الشكر أفضل،و قال آخرون هما سيان،و قال آخرون يختلف ذلك باختلاف الأحوال ، و استدل كل فريق بكلام شديد الاضطراب،بعيد عن التحصيل،فلا معنى للتطويل بالنقل بل المبادرة إلى إظهار الحق أولى.فنقول في بيان ذلك مقامان.

المقام الأول:البيان على
سبيل التساهل.

و هو أن ينظر إلى ظاهر الأمر،و لا يطلب بالتفتيش بحقيقته.و هو البيان الذي ينبغي أن يخاطب به عوام الخلق،لقصور أفهامهم عن درك الحقائق الغامضة.و هذا الفن من الكلام هو الذي ينبغي أن يعتمده الوعاظ.إذ مقصود كلامهم من مخاطبة العوام إصلاحهم.و الظئر المشفقة لا ينبغي أن تصلح الصبي الطفل بالطيور السمان و ضروب الحلاوات،بل باللبن اللطيف.و عليها أن تؤخر عنه أطايب الأطعمة إلى أن يصير محتملا لها بقوته،و يفارق الضعف الذي هو عليه في بنيته.فنقول هذا المقام في البيان يأبى البحث و التفصيل،و مقتضاه النظر إلى الظاهر المفهوم من موارد الشرع و ذلك يقتضي تفضيل الصبر.فإن الشكر و إن وردت أخبار كثيرة في فضله،فإذا أضيف إليه ما ورد في فضيلة الصبر،كانت فضائل الصبر أكثر.بل فيه ألفاظ صريحة في التفضيل،كقوله صلّى اللّه عليه و سلم [1]«من أفضل ما أوتيتم اليقين و عزيمة الصّبر» و في الخبر[2]«يؤتى بأشكر أهل الأرض

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست