نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 12 صفحه : 161
و آخر أصحابي دخولا الجنّة عبد الرّحمن بن عوف لمكان غناه»و في خبر آخر[1] «يدخل سليمان بعد الأنبياء بأربعين خريفا»و في الخبر[2]«أبواب الجنّة كلّها مصراعان إلاّ باب الصّبر فإنّه مصراع واحد و أوّل من يدخله أهل البلاء أمامهم أيّوب عليه السّلام» و كل ما ورد في فضائل الفقر يدل على فضيلة الصبر،لأن الصبر حال الفقير، و الشكر حال الغنى .فهذا هو المقام الذي يقنع العوام،و يكفيهم في الوعظ اللائق بهم.
و التعريف لما فيه صلاح دينهم.
المقام الثاني:
هو البيان الذي نقصد به تعريف أهل العلم و الاستبصار بحقائق الأمور، بطريق الكشف و الإيضاح ،فنقول فيه.كل أمر بين مبهمين لا تمكن الموازنة بينهما مع الإبهام ما لم يكشف عن حقيقة كل واحد منهما.و كل مكشوف يشتمل على أقسام، لا تمكن الموازنة بين الجملة و الجملة،بل يجب أن تفرد الآحاد بالموازنة حتى يتبين الرجحان، و الصبر و الشكر أقسامهما و شعبهما كثيرة،فلا يتبين حكمهما في الرجحان و النقصان مع الإجمال فنقول:قد ذكرنا أن هذه المقامات تنتظم من أمور ثلاثة،علوم،و أحوال، و أعمال.و الشكر و الصبر و سائر المقامات هي كذلك. و هذه الثلاثة.إذا وزن البعض منها بالبعض،لاح للناظرين في الظواهر أن العلوم تراد للأحوال،و الأحوال تراد للأعمال و الأعمال هي الأفضل.و أما أرباب البصائر،فالأمر عندهم بالعكس من ذلك.فإن الأعمال
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 12 صفحه : 161