نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 12 صفحه : 157
في دعائه من بلاء الدنيا و بلاء الآخرة[1].و كان يقول هو و الأنبياء عليهم السّلام رَبَّنٰا آتِنٰا فِي الدُّنْيٰا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً [1][2]و كانوا يستعيذون من شماتة الأعداء و غيرها [3].و قال عليّ كرم اللّه وجهه.اللهم إنى أسألك الصبر.فقال صلّى اللّه عليه و سلم«لقد سألت اللّه البلاء فاسأله العافية»و روى[4]الصديق رضي اللّه تعالى عنه،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال«سلوا اللّه العافية فما أعطى أحد أفضل من العافية إلاّ اليقين» و أشار باليقين إلى عافية القلب عن مرض الجهل و الشك.فعافية القلب أعلى من عافية البدن.و قال الحسن رحمه اللّه.الخير الذي لا شر فيه،العافية مع الشكر .
فكم من منعم عليه غير شاكر.و قال مطرف بن عبد اللّه.لأن أعافى فأشكر أحب إلىّ من أن أبتلى فأصبر و قال صلّى اللّه عليه و سلم[5]في دعائه«و عافيتك أحبّ إليّ» و هذا أظهر من أن يحتاج فيه إلى دليل و استشهاد.و هذا لأن البلاء صار نعمة باعتبارين أحدهما:بالإضافة إلى ما هو أكثر منه،إما في الدنيا أو في الدين،و الآخر:بالإضافة إلى ما يرجى من الثواب.فينبغي أن يسأل اللّه تمام النعمة في الدنيا،و دفع ما فوقه من البلاء،