responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 156

اليوم ما يفعله الجاهل بعد خمسة أيام.فقال ابن المبارك.اكتبوا عنه هذه و قال بعض العلماء.إن اللّه ليبتلى العبد بالبلاء بعد البلاء،حتى يمشى على الأرض و ماله ذنب و قال الفضيل:إن اللّه عز و جل ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء.كما يتعاهد الرجل أهله بالخير و قال حاتم الأصم:إن اللّه عز و جل يحتج يوم القيامة على الخلق بأربعة أنفس على أربعة أجناس.على الأغنياء بسليمان،و على الفقراء بالمسيح،و على العبيد بيوسف،و على المرضى بأيوب صلوات اللّه عليهم.و روى أن زكريا عليه السّلام لما هرب من الكفار من بني إسرائيل ،و اختفى في الشجرة،فعرفوا ذلك،فجيء بالمنشار،فنشرت الشجرة حتى بلغ المنشار إلى رأس زكريا،فأنّ منه أنّة،فأوحى اللّه تعالى إليه،يا زكريا لئن صعدت منك أنة ثانية لأمحونك من ديوان النبوة.فعض زكريا عليه السّلام على الصبر حتى قطع شطرين و قال أبو مسعود البلخي :من أصيب بمصيبة فمزق ثوبا،أو ضرب صدرا،فكأنّما أخذ رمحا يريد أن يقاتل به ربه عز و جل.و قال لقمان رحمه اللّه لابنه.يا بني،إن الذهب يجرب بالنار،و العبد الصالح يجرب بالبلاء.فإذا أحب اللّه قوما ابتلاهم،فمن رضى فله الرضا،و من سخط فله السخط.و قال الأحنف بن قيس :أصبحت يوما اشتكى ضرسي،فقلت لعمي:ما نمت البارحة من وجع الضرس،حتى قلتها ثلاثا.فقال:لقد أكثرت من ضرسك في ليلة واحدة،و قد ذهبت عينى هذه منذ ثلاثين سنة ما علم بها أحد و أوحى اللّه تعالى إلى عزيز عليه السّلام ،إذا نزلت بك بلية فلا تشكنى إلى خلقي، و اشك إلىّ،كما لا أشكوك إلى ملائكتي إذا صعدت مساويك و فضائحك.نسأل اللّه من عظيم لطفه و كرمه ستره الجميل في الدنيا و الآخرة

بيان
فضل النعمة على البلاء

لعلك تقول هذه الأخبار تدل على أن البلاء خير في الدنيا من النعم،فهل لنا أن نسأل اللّه البلاء؟ فأقول لا وجه لذلك،لما روي عن رسول اللّه[1]صلّى اللّه عليه و سلم،أنه كان يستعيذ

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست