responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 98

و السلام[1]«الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب»و إلى قوله عليه الصلاة و السلام[2]«حبّ الشّرف و المال ينبتان النّفاق كما ينبت الماء البقل»إلى غير ذلك من الأخبار التي أوردناها في جميع ربع المهلكات في الأخلاق المذمومة.فهؤلاء زينوا ظواهرهم،و أهملوا بواطنهم،و نسوا قوله صلّى اللّه عليه و سلم[3]«إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أموالكم و إنّما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم»فتعهدوا الأعمال و ما تعهدوا القلوب.و القلب هو الأصل،إذ لا ينجو إلا من أتى اللّه بقلب سليم .

و مثال هؤلاء كبئر الحش،ظاهرها جص،و باطنها نتن:أو كقبور الموتى،ظاهرها مزين،و باطنها جيفة.أو كبيت مظلم باطنه وضع سراج على سطحه،فاستنار ظاهره، و باطنه مظلم.أو كرجل قصد الملك ضيافته إلى داره،فجصص باب داره،و ترك المزابل في صدر داره.و لا يخفى أن ذلك غرور.بل أقرب مثال إليه رجل زرع ذرعا فنبت،و نبت معه حشيش يفسده.فأمر بتنقية الزرع عن الحشيش بقلعه من أصله.فأخذ يجز رءوسه و أطرافه،فلا تزال تقوى أصوله فتنبت،لأن مغارس المعاصي هي الأخلاق الذميمة في القلب فمن لا يطهر القلب منها لا تتم له الطاعات الظاهرة إلا مع الآفات الكثيرة.بل هو كمريض ظهر به الجرب،و قد أمر بالطلاء و شرب الدواء،فالطلاء ليزيل ما على ظاهره و الدواء ليقطع مادته من باطنه،فقنع بالطلاء و ترك الدواء،و بقي يتناول ما يزيد في المادة ،فلا يزال يطلى الظاهر و الجرب دائم به،يتفجر من المادة التي في الباطن

و فرقة أخرى علموا أن هذه الأخلاق الباطنة مذمومة من جهة الشرع

،إلا أنهم لعجبهم بأنفسهم يظنون أنهم منفكون عنها،و أنهم أرفع عند اللّه من أن يبتليهم بذلك،و إنما يبتلى به العوام دون من بلغ مبلغهم في العلم.فأما هم فأعظم عند اللّه من أن يبتليهم.ثم إذا ظهر عليهم مخايل الكبر،و الرئاسة،و طلب العلو،و الشرف،قالوا ما هذا كبر،و إنما هو طلب عز الدين،و إظهار شرف العلم،و نصرة دين اللّه،و إرغام أنف المخالفين من المبتدعين.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست