responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 97

لكان ذلك أقرب إلى نيله المراد من قربه و الاختصاص به.بل تقصيره في التقوى،و اتباعه للشهوات،يدل على أنه لم ينكشف له من معرفة اللّه إلا الأسامي دون المعاني.إذ لو عرف اللّه حق معرفته،لخشيه و اتقاه .فلا يتصور أن يعرف الأسد عاقل ثم لا يتقيه و لا يخافه و قد أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه السّلام:خفني كما تخاف السبع الضاري.نعم:من يعرف من الأسد لونه،و شكله،و اسمه،قد لا يخافه،و كأنه ما عرف الأسد.فمن عرف اللّه تعالى عرف من صفاته أنه يهلك العالمين و لا يبالي،و يعلم أنه مسخر في قدرة من لو أهلك مثله آلافا مؤلفة،و أبد عليهم العذاب أبد الآباد،لم يؤثر ذلك فيه آثرا،و لم تأخذه عليه رقة، و لا اعتراه عليه جزع.و لذلك قال تعالى إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ [1]و فاتحة الزبور:رأس الحكمة خشية اللّه.و قال ابن مسعود:كفى بخشية اللّه علما،و كفى بالاغترار باللّه جهلا .و استفتى الحسن عن مسألة فأجاب ،فقيل له.إن فقهاءنا لا يقولون ذلك.فقال:و هل رأيت فقيها قط؟الفقيه القائم ليله،الصائم نهاره،الزاهد في الدنيا.

و قال مرة.الفقيه لا يداري و لا يماري،ينشر حكمة اللّه،فإن قبلت منه حمد اللّه،و إن ردت عليه حمد اللّه.فإذا الفقيه من فقه عن اللّه أمره و نهيه،و علم من صفاته ما أحبه و ما كرهه،و هو العالم.و من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين.و إذا لم يكن بهذه الصفة فهو من المغرورين

و فرقة أخرى أحكموا العلم و العمل

،فواظبوا على الطاعات الظاهرة،و تركوا المعاصي إلا أنهم لم يتفقدوا قلوبهم ليمحوا عنها الصفات المذمومة عند اللّه،من الكبر،و الحسد، و الرياء،و طلب الرئاسة و العلاء،و إرادة السوء للأقران و النظراء،و طلب الشهرة في البلاد و العباد و ربما لم يعرف بعضهم أن ذلك مذموم،فهو مكب عليها،غير متحرز عنها.و لا يلتفت إلى قوله صلّى اللّه عليه و سلم[1]«أدنى الرّياء شرك »و إلى قوله عليه السلام[2]«لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرّة من كبر »و إلى قوله عليه الصلاة


[1] فاطر:38

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست