responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 96

أعظم من التمثيل بالكلب و الحمار ،و قد قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«من ازداد علما و لم يزدد هدى لم يزدد من اللّه إلاّ بعدا»و قال أيضا[2]«يلقى العالم في النّار فتندلق أقتابه فيدور بها في النّار كما يدور الحمار في الرّحى»و كقوله عليه الصلاة و السلام[3]«شرّ النّاس العلماء السّوء» و قول أبي الدرداء:ويل الذي لا يعلم مرة،و لو شاء اللّه لعلمه.و ويل للذي يعلم و لا يعمل سبع مرات.أي أن العلم حجة عليه،إذ يقال له.ما ذا عملت فيما علمت؟و كيف قضيت شكر اللّه؟و قال صلّى اللّه عليه و سلم[4]«أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه اللّه بعلمه».فهذا و أمثاله مما أوردناه في كتاب العلم،في باب علامة علماء الآخرة أكثر من أن يحصى.إلا أن هذا فيما لا يوافق هوى العالم الفاجر .و ما ورد في فضل العلم يوافقه.فيميل الشيطان قلبه إلى ما يهواه،و ذلك عين الغرور.فإنه إن نظر بالبصيرة، فمثاله ما ذكرناه.و إن نظر بعين الإيمان،فالذي أخبره بفضيلة العلم هو الذي أخبره بذم العلماء السوء و أن حالهم عند اللّه أشد من حال الجهال،فبعد ذلك اعتقاده أنه على خير مع تأكد حجة اللّه عليه غاية الغرور.

و أما الذي يدعى علوم المكاشفة ،كالعلم باللّه،و بصفاته،و أسمائه،و هو مع ذلك يهمل العمل،و يضيع أمر اللّه و حدوده،فغروره أشد.و مثاله مثال من أراد خدمة ملك،فعرف الملك،و عرف أخلاقه،و أوصافه،و لونه،و شكله،و طوله،و عرضه،و عادته و مجلسه، و لم يتعرف ما يحبه و يكرهه،و ما يغضب عليه و ما يرضى به،أو عرف ذلك إلا أنه قصد خدمته و هو ملابس لجميع ما يغضب به و عليه،و عاطل عن جميع ما يحبه من زي،و هيئة، و كلام،و حركة،و سكون،فورد على الملك و هو يريد التقرب منه،و الاختصاص به، متلطخا بجميع ما يكرهه الملك،عاطلا عن جميع ما يحبه،متوسلا إليه بمعرفته له و لنسبه، و اسمه،و بلده،و صورته،و شكله،و عادته في سياسة غلمانه،و معاملة رعيته.فهذا مغرور جدا.إذ لو ترك جميع ما عرفه،و اشتغل بمعرفته فقط،و معرفة ما يكرهه و يحبه،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست