responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 94

مائة مرة أو ألف مرة،و قد كتبه الكرام الكاتبون،و قد أوعده اللّه بالعقاب على كل كلمة فقال مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّٰ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [1]فهذا أبدا يتأمل في فضائل التسبيحات و التهليلات،و لا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين،و الكذابين،و النمامين،و المنافقين يظهرون من الكلام ما لا يضمرونه،إلى غير ذلك من آفات اللسان.و ذلك محض الغرور و لعمري لو كان الكرام الكاتبون يطلبون منه أجرة النسخ لما يكتبونه من هذيانه الذي زاد على تسبيحه،لكان عند ذلك يكف لسانه حتى عن جملة من مهماته،و ما نطق به في فتراته كان يعده و يحسبه،و يوازنه بتسبيحاته،حتى لا يفضل عليه أجرة نسخه.فيا عجبا لمن يحاسب نفسه و يحتاط خوفا على قيراط يفوته في الأجرة على النسخ،و لا يحتاط خوفا من فوت الفردوس الأعلى و نعيمه.ما هذه إلا مصيبة عظيمة لمن تفكر فيها .فقد دفعنا إلى أمر إن شككنا فيه كنا من الكفرة الجاحدين،و إن صدقنا به كنا من الحمق المغرورين،فما هذه أعمال من يصدق بما جاء به القرءان،و إنا نبرأ إلى اللّه أن نكون من أهل الكفران فسبحان من صدنا عن التنبه و اليقين مع هذا البيان،و ما أجدر من يقدر على تسليط مثل هذه الغفلة و الغرور على القلوب أن يخشى و يتقى،و لا يغتر به اتكالا على أباطيل المنى و تعاليل الشيطان و الهوى،و اللّه أعلم

بيان
أصناف المغترين و أقسام فرق كل صنف و هم أربعة أصناف

الصنف الأول:أهل العلم و المغترون منهم فرق.

ففرقة أحكموا العلوم الشرعية
و العقلية

،و تعمقوا فيها،و اشتغلوا بها،و أهملوا تفقد الجوارح،و حفظها عن المعاصي، و إلزامها الطاعات ،و اغتروا بعلمهم،و ظنوا أنهم عند اللّه بمكان ،و أنهم قد بلغوا من العلم مبلغا لا يعذب اللّه مثلهم،بل يقبل في الخلق شفاعتهم،و أنه لا يطالبهم بذنوبهم و خطاياهم لكرامتهم على اللّه.و هم مغرورون.فإنهم لو نظروا بعين البصيرة،علموا أن العلم علمان علم معاملة،و علم مكاشفة،و هو العلم باللّه و بصفاته،المسمى بالعادة علم المعرفة:فأما العلم


[1] ق:18

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست