responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 92

و يشتغل بالعمل،فيقول له الشيطان مالك و لإيذاء نفسك و تعذيبها،و لك رب كريم، غفور رحيم،فيفتر بذلك عن التوبة و العبادة،فهو غرة و عند هذا واجب على العبد أن يستعمل الخوف،فيخوف نفسه بغضب اللّه و عظيم عقابه،و يقول.إنه مع أنه غافر الذنب و قابل التوب،شديد العقاب.و إنه مع أنه كريم،خلد الكفار في النار أبد الآباد،مع أنه لم يضره كفرهم:بل سلط العذاب،و المحن،و الأمراض،و العلل.و الفقر،و الجوع، على جملة من عباده في الدنيا،و هو قادر على إزالتها.فمن هذه سنته في عباده،و قد خوّفنى عقابه،فكيف لا أخافه!و كيف أغتر به.فالخوف و الرجاء قائدان و سائقان،يبعثان الناس على العمل.فما لا يبعث على العمل فهو تمن و غرور.و رجاء كافة الخلق هو سبب فتورهم و سبب إقبالهم على الدنيا،و سبب إعراضهم عن اللّه تعالى،و إهمالهم السعي للآخرة.فذلك غرور.فقد أخبر صلّى اللّه عليه و سلم[1]و ذكر أن الغرور سيغلب على قلوب آخر هذه الأمة و قد كان ما وعد به صلّى اللّه عليه و سلم .فقد كان الناس في الأعصار الأول يواظبون على العبادات،و يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون،يخافون على أنفسهم و هم طول الليل و النهار في طاعة اللّه،يبالغون في التقوى و الحذر من الشبهات و الشهوات، و يبكون على أنفسهم في الخلوات.و أما الآن،فترى الخلق آمنين،مسرورين،مطمئنين غير خائفين،مع إكبابهم على المعاصي،و انهماكهم في الدنيا،و إعراضهم عن اللّه تعالى، زاعمين أنهم واثقون بكرم اللّه تعالى و فضله،راجون لعفوه و مغفرته،كأنهم يزعمون أنهم عرفوا من فضله و كرمه ما لم يعرفه الأنبياء،و الصحابة،و السلف الصالحون.فإن كان هذا الأمر يدرك بالمنى،و ينال بالهوينى،فعلام ذا كان بكاء أولئك،و خوفهم،و حزنهم؟ و قد ذكرنا تحقيق هذه الأمور في كتاب الخوف و الرجاء.و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[2]،فيما رواه معقل ابن يسار«يأتي على النّاس زمان يخلق فيه القرءان في

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست