responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 91

كُلَّمٰا أُلْقِيَ فِيهٰا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهٰا أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ، قٰالُوا بَلىٰ قَدْ جٰاءَنٰا نَذِيرٌ [1] أي أ لم نسمعكم سنة اللّه في عباده،و أنه توفى كل نفس ما كسبت،و أن كل نفس بما كسبت رهينة،فما الذي غركم باللّه بعد أن سمعتم و عقلتم؟ قٰالُوا لَوْ كُنّٰا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مٰا كُنّٰا فِي أَصْحٰابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحٰابِ السَّعِيرِ [2]فإن قلت:فأين مظنة الرجاء و موضعه المحمود؟فاعلم أنه محمود في موضعين:

أحدهما:في حق العاصي المنهمك إذا خطرت له التوبة،فقال له الشيطان و أنى تقبل توبتك؟فيقنطه من رحمة اللّه تعالى،فيجب عند هذا أن يقمع القنوط بالرجاء،و يتذكر أن اللّه يغفر الذنوب جميعا،و أن اللّه كريم يقبل التوبة عن عباده،و أن التوبة طاعة تكفر الذنوب .قال اللّه تعالى قُلْ يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنِيبُوا إِلىٰ رَبِّكُمْ [3]أمرهم بالإنابة.و قال تعالى وَ إِنِّي لَغَفّٰارٌ لِمَنْ تٰابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صٰالِحاً ثُمَّ اهْتَدىٰ [4]فإذا توقع المغفرة مع التوبة فهو راج،و إن توقع المغفرة مع الإصرار فهو مغرور.كما أن من ضاق عليه وقت الجمعة و هو في السوق،فخطر له أن يسعى إلى الجمعة،فقال له الشيطان إنك لا ندرك الجمعة فأقم على موضعك،فكذب الشيطان و من يعدو،و هو يرجو أن يدرك الجمعة فهو راج.و إن استمر على التجارة،و أخذ يرجو تأخير الإمام للصلاة لأجله إلى وسط الوقت،أو لأجل غيره،أو لسبب من الأسباب التي لا يعرفها،فهو مغرور الثاني:أن تفتر نفسه عن فضائل الأعمال،و يقتصر على الفرائض،فيرجى نفسه نعيم اللّه تعالى،و ما وعد به الصالحين،حتى ينبث من الرجاء نشاط العبادة،فيقبل على الفضائل، و يتذكر قوله تعالى قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاٰتِهِمْ خٰاشِعُونَ [5]إلى قوله أُولٰئِكَ هُمُ الْوٰارِثُونَ اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ [6]فالرجاء الأوّل:يقمع القنوط المانع من التوبة،و الرجاء الثاني:يقمع الفتور المانع من النشاط و التشمر .فكل توقع حث على توبة أو على تشمر في العبادة فهو رجاء.و كل رجاء أوجب فتورا في العبادة و ركونا إلى البطالة فهو غرة .كما إذا خطر له أن يترك الذنب


[1] الملك:9

[2] الملك:10،11

[3] الزمر:53،54

[4] طه:82

[5] المؤمنون

[6] المؤمنون

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست