responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 90

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هٰاجَرُوا وَ جٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أُولٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّٰهِ [1] يعنى أن الرجاء بهم أليق.و هذا لأنه ذكر أن ثواب الآخرة أجر و جزاء على الأعمال.قال اللّه تعالى جَزٰاءً بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ [2]و قال تعالى وَ إِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ [3]أ فترى أن من استؤجر على إصلاح أوان، و شرط له أجرة عليها،و كان الشارط كريما يفي بالوعد مهما وعد،و لا يخلف بل يزيد،فجاء الأجير و كسر الأواني،و أفسد جميعها،ثم جلس ينتظر الأجر،و يزعم أن المستأجر كريم أ فتراه العقلاء في انتظاره متمنيا مغرورا،أو راجيا؟و هذا للجهل بالفرق بين الرجاء و الغرة قيل للحسن:قوم يقولون نرجو اللّه و يضيعون العمل.فقال هيهات!هيهات!تلك أمانيهم يترجحون فيها.من رجا شيئا طلبه و من خاف شيئا هرب منه.و قال مسلم بن يسار:لقد سجدت البارحة حتى سقطت ثنيتاى.فقال له رجل:إنا لنرجو اللّه.فقال مسلم:هيهات!هيهات!من رجا شيئا طلبه،و من خاف شيئا هرب منه.و كما أن الذي يرجو في الدنيا ولدا و هو بعد لم ينكح ،أو نكح و لم يجامع،أو جامع و لم ينزل ،فهو معتوه.فكذلك من رجا رحمة اللّه و هو لم يؤمن،أو آمن و لم يعمل صالحا،أو عمل و لم يترك المعاصي،فهو مغرور.فكما أنه إذا نكح،و وطئ،و أنزل،بقي مترددا في الولد،يخاف و يرجو فضل اللّه في خلق الولد و دفع الآفات عن الرحم و عن الأم إلى أن يتم فهو كيس،فكذلك إذا آمن،و عمل الصالحات، و ترك السيئات،و بقي مترددا بين الخوف و الرجاء،يخاف أن لا يقبل منه،و أن لا يدوم عليه و أن يختم له بالسوء،و يرجو من اللّه تعالى أن يثبته بالقول الثابت و يحفظ دينه من صواعق سكرات الموت،حتى يموت على التوحيد،و يحرص قلبه عن الميل إلى الشهوات بقية عمره حتى لا يميل إلى المعاصي فهو كيس و من عدا هؤلاء فهم المغرورون باللّه.و سوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا.و لتعلمن نبأه بعد حين.و عند ذلك يقولون كما أخبر اللّه عنهم رَبَّنٰا أَبْصَرْنٰا وَ سَمِعْنٰا فَارْجِعْنٰا نَعْمَلْ صٰالِحاً إِنّٰا مُوقِنُونَ [4]أي علمنا أنه كما لا يولد إلا بوقاع و نكاح،و لا ينبت زرع إلا بحراثة و بث بذر فكذلك لا يحصل في الآخرة ثواب و أجر إلا بعمل صالح،فارجعنا نعمل صالحا،فقد علمنا الآن صدقك في قولك،و أن ليس للإنسان إلا ما سعى،و أن سعيه سوف يرى


[1] البقرة:218

[2] الواقعة:24

[3] آل عمران:185

[4] الملك:8

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست