responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 89

أراد أن يستصحب ولده معه في السفينة،فلم يرد فكان من المغرقين فقال رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي [1]فقال تعالى يٰا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ [2]و أن إبراهيم عليه السّلام استغفر لأبيه فلم ينفعه.و أن نبينا صلّى اللّه عليه و سلم[1]،و على كل عبد مصطفى استأذن ربه في أن يزور قبر أمه و يستغفر لها،فأذن له في الزيارة و لم يؤذن له في الاستغفار،فجلس يبكى على قبر أمه لرقته لها بسبب القرابة،حتى أبكى من حوله فهذا أيضا اغترار باللّه تعالى.و هذا لأن اللّه تعالى يحب المطيع و يبغض العاصي.فكما أنه لا يبغض الأب المطيع ببغضه للولد العاصي،فكذلك لا يحب الولد العاصي بحبه للأب المطيع و لو كان الحب يسرى من الأب إلى الولد لأوشك أن يسرى البغض أيضا.بل الحق أن لا تزر وازرة وزر أخرى.و من ظن أنه ينجو بتقوى أبيه ،كمن ظن أنه يشبع بأكل أبيه،و يروى بشرب أبيه،و يصير عالما بتعلم أبيه،و يصل إلى الكعبة و يراها بمشي أبيه فالتقوى فرض عين فلا يجزى فيه والد عن ولده شيئا.و كذا العكس.و عند اللّه جزاء التقوى يوم يفر المرء من أخيه،و أمه و أبيه،إلا على سبيل الشفاعة لمن لم يشتد غضب اللّه عليه،فيأذن في الشفاعة له كما سبق في كتاب الكبر و العجب فإن قلت فأين الغلط في قول العصاة و الفجار:إن اللّه كريم،و إنا نرجو رحمته و مغفرته و قد قال أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا،فما هذا إلا كلام صحيح مقبول الظاهر في القلوب فاعلم أن الشيطان لا يغوى الإنسان إلا بكلام مقبول الظاهر،مردود الباطن.و لو لا حسن ظاهره لما انخدعت به القلوب .و لكن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كشف عن ذلك فقال[2]«الكيّس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و الأحمق من أتبع نفسه هواها و تمنّى على اللّه»و هذا هو التمني على اللّه تعالى،غيّر الشيطان اسمه فسماه رجاء،حتى خدع به الجهال.و قد شرح اللّه الرجاء فقال


[1] هود:45

[2] هود:46

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست