responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 81

و قوله وَ مَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا إِلاّٰ مَتٰاعُ الْغُرُورِ [1]و قوله فَلاٰ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا [2]و قد أخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]بذلك طوائف من الكفار،فقلدوه و صدقوه و آمنوا به،و لم يطالبوه بالبرهان.و منهم من قال[2]:نشدتك اللّه أبعثك اللّه رسولا؟ فكان يقول نعم.فيصدق.و هذا إيمان العامة،و هو يخرج من الغرور.و ينزل هذا منزلة تصديق الصبي والده في أن حضور المكتب خير من حضور الملعب،مع أنه لا يدرى وجه كونه خيرا و أما المعرفة بالبيان و البرهان.فهو أن يعرف وجه فساد هذا القياس الذي نظمه في قلبه الشيطان ،فإن كل مغرور فلغروره سبب.و ذلك السبب هو دليل.و كل دليل فهو نوع قياس يقع في النفس،و يورث السكون إليه،و إن كان صاحبه لا يشعر به،و لا يقدر على نظمه بألفاظ العلماء.فالقياس الذي نظمه الشيطان فيه أصلان.أحدهما:أن الدنيا نقد،و الآخرة نسيئة،و هذا صحيح.و الآخر:قوله إن النقد خير من النسيئة،و هذا محل التلبيس.فليس الأمر كذلك.بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار و المقصود ،فهو خير و إن كان أقل منها فالنسيئة خير.فإن الكافر المغرور يبذل في تجارته درهما ليأخذ عشرة نسيئة،و لا يقول النقد خير من النسيئة فلا أتركه.و إذا حذره الطبيب الفواكه و لذائذ الأطعمة ترك ذلك في الحال،خوفا من ألم المرض في المستقبل.فقد ترك النقد و رضى بالنسيئة.و التجار كلهم يركبون البحار،و يتعبون في الأسفار نقدا،لأجل الراحة و الربح نسيئة.فإن كان عشرة في ثاني الحال،خيرا من واحد في الحال،فانسب لذة الدنيا من حيث مدتها إلى مدة الآخرة.فإن أقصى عمر الإنسان مائة سنة،و ليس هو عشر عشير من جزء من ألف ألف جزء من الآخرة


[1] آل عمران:185

[2] لقمان:33

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست